دقت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف" مجدّدا ناقوس الخطر حول الوضع المروع الذي يتخبط فيه أطفال قطاع غزة، والذي يزداد تدهورا في ظل إصرار الاحتلال الصهيوني على مواصلة حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة المنكوب. ق.د أكد المتحدث باسم منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف"، ريكاردو بيريس، أن وضع الأطفال في قطاع غزة "مروع" ويزداد تدهورا يوما بعد يوم، لافتا إلى المعاناة النفسية الشديدة التي يواجهها الأطفال نتيجة الصدمات المتتالية والأثر الصحي لانتشار الأمراض وسوء التغذية. وقال بيريس إن "نحو مليوني شخص نزحوا من قطاع غزة منذ بدء الحرب نصفهم من الأطفال. وهو وضع مروع.. فالأطفال هناك ينسحبون من الحياة الاجتماعية وتظهر عليهم آثار سلبية نتيجة التعايش مع الصدمات، حيث توقف بعضهم عن الكلام". وأشار إلى وجود نقص كبير في المساعدات الإنسانية بقطاع غزة مع زيادة الاحتياجات، رغم الجهود التي تقوم بها بعض الدول والمنظمات الإنسانية الدولية. 19ألف طفل فلسطيني يتيم بسبب العدوان قدّرت منظمة "اليونيسف" الأطفال الفلسطينيين الذين فقدوا والديهم في قطاع غزة بسبب العدوان الصهيوني المتواصل ب19 ألف طفل يطلق عليهم تسمية "الأطفال غير المصحوبين" بسبب "أهوال العدوان سواء الأب يوجد بالجنوب والابن يظل مع والدته بالشمال أو العكس أو استشهد والداه خلال الحرب". ولأن الأطفال هم الضحية الأولى لهذه الحرب الصهيونية الهمجية، فقد تصاعدت المخاوف من انتشار مرض شلل الأطفال الذي يهدّد المئات منهم، بسبب منع إسرائيل إدخال اللقاح والتطعيمات الخاصة بهذا الفيروس. لذلك طالب مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، أمس، ب«الإسراع في تطبيق هدنة إنسانية عاجلة للبدء في حملة تطعيم واسعة لأطفال غزة ضد الأمراض والأوبئة وخاصة فيروس شلل الأطفال". وقال الشوا، في تصريح إعلامي، إن الأوضاع "تزداد سوءا في قطاع غزة وخاصة فيما يتعلق بانتشار الأمراض والأوبئة"، مضيفا أن الاحتلال الصهيوني "أعاق إدخال التطعيمات الخاصة بفيروس شلل الأطفال ويتعمّد انتشار هذا المرض بين أطفال غزة من خلال مماطلته في الموافقة على مطلب هيئات الأممالمتحدة بفرض هدنة إنسانية من أجل البدء بحملة التطعيمات". وأوضح أن الاحتلال "يستهدف زيادة تعميق الأزمة الإنسانية وإعاقة عمل هيئات الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية"، مشيرا إلى أن نحو 600 ألف طفل بحاجة إلى التطعيم ضد شلل الأطفال وأن أي إبطاء في عملية التطعيم تزيد من فرص انتشار المرض بشكل كبير". نزوح 100 ألف فلسطيني من دير البلح في اليومين الماضيين كشفت مصادر محلية فلسطينية، أمس، أن قصف الاحتلال المكثف على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة ومحيطها أدى خلال اليومين الماضيين إلى نزوح نحو 100 ألف مواطن فلسطيني من شرق المدينة. وأكدت ذات المصادر خروج 20 مركز إيواء عن الخدمة بسبب القصف المكثف وأوامر الإخلاء التي صدرت عن جيش الاحتلال. وحسب مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، فقد أصدر الاحتلال الصهيوني خلال الفترة الممتدة من 1 جويلية الماضي إلى 21 أوت الماضي 16 أمر إخلاء، في حين تم تهجير نحو 213 ألف فلسطيني قسرا من بداية أوت إلى 16 من الشهر ذاته. ووفقا لبيانات الأممالمتحدة، فإن 9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة تعرضوا للتهجير بسبب الهجمات الصهيونية. كما تشير بيانات المنظمة إلى أن معظم الفلسطينيين في غزة يضطرون إلى الانتقال مرة واحدة على الأقل شهريا. وأدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" استمرار جيش الاحتلال في إصدار إنذارات التهجير والنزوح للمواطنين في مناطق المحافظة الوسطى، خصوصاً في مخيم المغازي وقرية المصدر ومناطق واسعة من مدينة دير البلح، المكتظة بمئات الآلاف من النازحين من شمال القطاع وجنوبه، تحت وطأة القصف الوحشي والترهيب وارتكاب المجازر. وقالت في بيان لها، أمس، إن "ذلك يندرج ضمن سياسة حكومة المتطرّفين الصهاينة الساعية لتعميق معاناة أبناء شعبنا، والماضية في جريمة الإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزة، والتي تتم بغطاءٍ سياسي وعسكري أمريكي". وشدّدت الحركة على أن "ما يدعيه الاحتلال عن وجود مناطق آمنة في قطاع غزة، هو كذب وتضليل"، بدليل الوقائع التي تؤكد أن الآلاف من الشهداء في هذه الإبادة المستمرة ارتقوا في مراكز الإيواء والنزوح، من مدارس ومؤسّسات وتجمّعات خيام صنّفها الاحتلال المجرم على أنها آمنة. وأكدت أن هذه "الممارسات الفاشية المستمرة أمام أسماع وأنظار العالم، تتطلب من المجتمع الدولي والأممالمتحدة ومؤسّساتها، العمل الجاد لتوفير الحماية للمدنيين الأبرياء في قطاع غزة ومحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة على انتهاكاتهم الفاضحة للقانون الدولي والإنساني تجاههم".