يبدو أن نفس سيناريو حرب الإبادة الجماعية المتواصلة فصولها في قطاع غزّة منذ عام، يكرره الكيان العبري بكل خطواته وإجراءاته في لبنان الذي يأن تحت نيران أسلحة الدمار الصهيونية التي بلغ صداها أمس، العاصمة بيروت، المهددة بالأسوأ والطيران الحربي الصهيوني يواصل دك مبانيها تباعا مخلّفا سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء. فكل المؤشرات تؤكد أن اسرائيل ماضية في عدوانها على لبنان، بحجة القضاء على مقومات "حزب الله" وهي نفس الحجة التي رفعتها قبل عام من بدء عدوانها الهمجي على غزّة بالقضاء على مقومات حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وعناصر المقاومة الفلسطينية. والحقيقة أن اسرائيل تستهدف المدنيين العزّل سواء في غزّة التي شارفت حصيلة الشهداء فيها 42 ألف شهيد، أو في لبنان الذي أصبح يشهد يوميا سقوط عشرات الضحايا من المدنيين العزّل. وكثفت الطائرات الحربية الصهيونية أمس، غاراتها على عدة بلدات وقطعت طريق "ابل السقي كوكبا" في غارة جوية بعدما فتحها الجيش اللبناني إثر غارة سابقة، ليفصل منطقة مرجعيون عن منطقة حاصبيا مرة ثانية، في حين حلقت نحو 10 طائرات مسيرة تابعة للكيان الصهيوني على ارتفاع منخفض فوق قرى وبلدات قضاء مرجعيون. ومن قصفها لجنوبلبنان والضاحية الجنوبيةلبيروت وعدة مناطق في هذا البلد العربي بحجة أنها معاقل "حزب الله" التي تأوي قادته وعناصره ومخازن أسلحته، طالت النيران الصهيونية أمس، العاصمة بيروت، التي اهتزت على وقع غارة صهيونية بالقرب من أحد المستشفيات. وهو تطور خطير يوحي بمضي هذا الكيان في تدمير لبنان بضوء أخضر من إدارة أمريكية تدعمه في عدوانه الدامي على غزّة والآن على لبنان، بما يجعلها متواطئة وشريكا مفضوحا في جرائم الحرب وضد الإنسانية التي يقترفها الاحتلال أمام أعين عالم عاجز ومكتف فقط بالمشاهدة. ميقاتي.. لبنان في مواجهة واحدة من أخطر المحطات في تاريخها قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، إن بلاده تواجه واحدة من "أخطر المحطات" في تاريخها مع نزوح نحو مليون شخص جراء "الحرب المدمرة" التي يشنها الكيان الصهيوني . وجاء ذلك خلال اجتماع ميقاتي، مع ممثلين عن الأممالمتحدة في لبنان من بينهم منسق الشؤون الإنسانية لدى الأممالمتحدة في لبنان، عمران ريزا، الذي أطلق نداء إنسانيا عاجلا بقيمة 426 مليون دولار لتلبية احتياجات قرابة مليون نازح جراء الغارات الصهيونية. ثم أن الكيان الصهيوني يقول إنه شرع في تنفيذ اجتياح بري للبنان وسط مخاوف دولية، من انزلاق الوضع نحو حرب شاملة تأتي على الأخضر واليابس في منطقة منهكة بالصراعات والتوترات التي يبقى مصدرها اسرائيل المصرة على مواصلة عدوانها الغاشم على قطاع غزّة ولبنان. ففي الوقت الذي تضاربت فيه المعلومات بين زعم جيش الاحتلال بأنه شرع في اجتياح بري محدود في جنوبلبنان هدفه القضاء على مقدرات "حزب الله"، نفى هذا الأخير التوغل البري الاسرائيلي في بلاده أو وقوع أي اشتباكات مباشرة بين الجانبين، كما قال جيش الاحتلال بأن جنوده يخوضون معارك عنيفة مع مقاتلي الحزب في جنوبلبنان. وأكد مسؤول الإعلام في "حزب الله"، محمد عفيف، أمس، أن "كل الادعاءات الصهيونية بأن قوات الاحتلال دخلت لبنان كاذبة"، مشددا على أنه لم يحدث بعد أي اشتباك بري مباشر بين المقاومة وقوات الاحتلال. وقال إن "مجاهدي الحزب مستعدون للمواجهة مع قوات العدو التي تتجرأ أو تحاول دخول أراضي لبنان". وشدد بالمقابل على أن قصف قاعدة الاستخبارات العسكرية الصهيونية"8200" ومقر "الموساد" ليس إلا بداية، مؤكدا أن الحزب سيلحق "أكبر الخسائر في قوات العدو التي تحاول دخول الأراضي اللبنانية". واشتدت الحرب النفسية بين الجانبين حيث تريد اسرائيل تبرير قد الإمكان وحشيتها التي تكشفت للعالم أجمع بحجة التهديدات التي يمثلها حزب الله والمقاومة الفلسطينية وحتى إيران التي وإن لم تبد بعد أي موقف أو تصرف يوحي برغبتها في الدخول على خط المواجهة المشتعلة، إلا أن حكومة الاحتلال وحليفتها الإدارة الأمريكية يروجان لمثل هذه الدعاية. وهو ما أثار مخاوف المجموعة الدولية، التي تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في لبنان وتفادي غزّة أخرى، أعربت الحكومة اليابانية، عن "قلقها الشديد" بشأن التوغل البري الصهيوني جنوبيلبنان، ودعت إلى "ضبط النفس" لأقصى حد لمنع المزيد من التصعيد للصراع في المنطقة و«وقف فوري" لإطلاق النار.