يشرع الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز فرياس في زيارة عمل للجزائر تدوم يوما واحدا ابتداء من الغد، تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين الجزائر وفنزويلا حسب ما أكده الرئيس الفنزويلي خلال لقاء مع عدد من المراسلين الأجانب بمقر الحكومة حول جولته التي تقوده إلى 6 دول انطلاقا من ليبيا، ثم سوريا يومي الثالث والرابع وإيران يومي الخامس والسادس وروسياالبيضاء يومي السابع والثامن قبل أن يختتم جولته في روسيا يوم العاشر من نفس الشهر. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والرئيس شافيز قد عقدا عدة لقاءات سواء في الجزائر أو كاراكاس أو على هامش الاجتماعات في المحافل الدولية. وتعد هذه الزيارة الرابعة للرئيس شافيز إلى الجزائر بعد الزيارات التي كان قد قام بها في أوت 2000 ثم في أكتوبر 2001 وكانت آخرها في سنة ,2006 حيث تباحث مع الرئيس بوتفليقة حول سبل إنعاش العلاقات بين البلدين لاسيما في المجال الاقتصادي والرقي بها إلى مستوى العلاقات السياسية الجيدة بين البلدين. ويربط الجزائر وفنزويلا العديد من اتفاقات التعاون ولكن تبقى المبادلات التجارية رغم ذلك - حسب تقديرات مسؤولي البلدين - دون المستوى المطلوب بين البلدين التي تربطهما علاقات صداقة وتعاون وتشاور تقليدية ممتازة. وتعد فنزويلا الشريك 24 للجزائر خارج إطار المحروقات، وحسب إحصائيات الجمارك الجزائرية في 2002 لم تتجاوز قيمة المبادلات التجارية بين البلدين خلال السنوات العشرة الأخيرة ال 30 مليون دولار. ومن أجل إعطاء محتوى اقتصادي أكثر واقعية للعلاقات بين البلدين طبقا لتوجيهات الرئيسين بوتفليقة وشافيز تم في بداية 2002 إنشاء اللجنة المختلطة الجزائرية الفنزويلية التي أوكل لها مهمة وضع ميكانيزمات جديدة لتسهيل التعاملات التجارية المشتركة بين القطاعين العام والخاص في البلدين وتشجيع التوجه نحو الاستثمار والشراكة، إضافة إلى القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك. وقد جاء اجتماع هذه اللجنة بالجزائر في 30 جانفي 2002 ليؤكد إرادة البلدين في وضع الإطار القانوني للتعاون الثنائي، حيث تم تحيين اتفاق التعاون الموقع بين البلدين 1985 ليصبح يتماشى مع التطورات والإصلاحات في البلدين. وما فتئت الجزئر وفنزويلا (ثامن منتج وخامس مصدر عالمي للبترول الخام) تعكفان على ترقية مشاريع شراكة بين سوناطراك ونظيرتها الفنزويلية (بيديفيزا) في مجال الاستكشاف النفطي وتمييع الغاز وكذا ترقية صادرات الثروة المعدنية الفنزويلية نحو الجزائر، فالرئيس بوتفليقة نوه في العديد من المناسبات ب ''التطور'' الذي شاهدته علاقات الصداقة والتعاون والتشاور خلال السنوات الأخيرة ''معربا عن يقينه بأن هذه العلاقات ''ستتعزز أكثر فأكثر'' بفضل الطاقات الجد معتبرة التي تزخر بها البلدان. ومن جانبه أعرب الرئيس شافيز في عدة مناسبات ''عن ارتياحه لمستوى التشاور السياسي بين رئيسي الدولتين''، مؤكدا أن العلاقات الاقتصادية الجزائرية الفنزويلية ''من شأنها أن تشهد تطورا معتبرا يرتقي بها إلى مستوى العلاقات السياسية الثنائية''. وفي هذا الصدد بجدر التذكير أن الجزائر وفنزويلا يتقاسمان الموقف لاسيما بخصوص تسوية أزمة الشرق الأوسط والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفقا للوائح الشرعية الدولية ومعالجة الوضع في العراق وكذا بخصوص تقرير مصير شعب الصحراء الغربية طبقا للوائح الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي.