أكد الخبير الاقتصادي أحمد الحيدوسي، أن المنتجات الجزائرية قادرة على اقتحام أسواق جديدة، لاسيما في بعض القطاعات التي عرفت تسجيل اكتفاء ذاتي وتطور كبير في النوعية، مشيرا إلى أهمية استغلال المعارض في الخارج لإبراز هذه القدرات والترويج للإنتاج الجزائري. قال الخبير الحيدوسي، أمس، في تصريح ل«المساء"، إن برنامج التظاهرات الاقتصادية الذي أعلنت عنه وزارة التجارة لسنة 2025، يتميز بتوسيع المعارض الخاصة بالمنتجات الجزائرية التي نظمت سابقا في موريتانيا والسنغال، إلى بلدان جديدة مثل إثيوبيا والأردن والصين وعمان، رغبة من الحكومة في رفع الصادرات خارج المحروقات، من خلال استعمال كل الأدوات الممكنة التي تسمح بتواجد المنتوج الوطني خارج حدود الوطن والتعريف به. واعتبر أن المعارض تعد إحدى أهم الأدوات للوصول إلى الأسواق المستهدفة، لاسيما في الدول التي تربطها بالجزائر علاقات تاريخية وعلاقات صداقة جيدة، يمكن استغلالها لتعزيز التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية، من خلال عرض ما تنتجه بلادنا في عديد القطاعات. وتعليقا على البرنامج الجديد للمشاركة في التظاهرات الاقتصادية في الخارج، الذي اعتمدته وزارة التجارة للعام المقبل، قال الخبير إن اختيار دول جديدة لتنظيم معارض خاصة، هو نتاج عمل الدبلوماسية الاقتصادية، التي تكون قد أعدت دراسات سوق تظهر حاجة هذه البلدان إلى منتجات جزائرية رائدة لاسيما في قطاعات الصناعات الغذائية والبناء والصناعات الصيدلانية، ما يجعل منها سوقا محتملة للجزائر. وبرأي الحيدوسي، فإن الدور الدبلوماسي في تحديد الأسواق كان فاصلا في تحديد برنامج التظاهرات المقبلة، والتي تأتي استكمالا للمعارض التي سوف تعرفها نهاية السنة، ولاسيما معرضي المنتجات الجزائرية في كل من قطر وجنوب افريقيا اللذين ينظمان في الأسابيع المقبلة. كما شدّد على أن الاتجاه المتزايد لتنظيم مثل هذه المعارض التي تبادر بها الجزائر، عكس المعارض والصالونات الأخرى التي تنظمها البلدان المستضيفة وتعرف مشاركة بلدان عديدة، يؤكد أن هذا التوجه أعطى ثمارا جيدة، والدليل هو قرار فتح معارض دائمة للمنتجات المحلية في بعض البلدان الإفريقية بداية من نواكشوط وداكار، تزامنا مع إجراءات تم اتخاذها لتسهيل هذا المسار، ولاسيما فتح بنوك جزائرية في بعض البدان وكذا فتح خطوط جوية وبحرية جديدة. للتذكير، برمجت وزارة التجارة وترقية الصادرات المشاركة في 22 تظاهرة اقتصادية خلال السنة المقبلة، من بينها إقامة 6 معارض للمنتجات الجزائرية في كل من موريتانيا وإثيوبيا وكوت ديفوار، إضافة إلى الصين والأردن وعمان والمشاركة في 7 معارض دولية متعددة القطاعات ستقام في كل من فيتنام، وتونس، وليبيا، وتانزانيا، وغانا، وكوبا والسنغال. كما يتضمن البرنامج 9 صالونات ومعارض متخصّصة في نشاطات مختلفة، مثل صالون المنتجات الصيدية والصيد البحري في إيطاليا وصالون التكنولوجيات الحديثة والمؤسّسات الناشئة بالدوحة وصالون الصناعات الغذائية في بريطانيا وصالون البناء بتركيا وصالون النقل واللوجستيك بهولندا.