أحيلت العديد من قاعات الأنترنت منذ خمسة أيام على البطالة والغلق الطوعي، جراء انقطاع التزود بهذه الخدمة، في ظل الأزمة الحاصلة بين مؤسسة "إيباد"ومؤسسة "اتصالات الجزائر"، مما حرم آلاف الأفراد والمؤسسات من الاستفادة من هذه الخدمات، التي صارت من ضرورات الاتصال والتسيير الاقتصادي. وفي جولتنا أمس، ببعض قاعات الأنترنت بالعاصمة، وجدنا بعضها مفتوحا ولكنها خاوية من الزبائن الذين كانوا يأتون بين الفينة والأخرى يسألون عما إذا كان المشكل قد حل أم لا، وبعبارة واحدة يقول أصحاب القاعات "لا يوجد ربط"، فيردون باستغراب "هذا غير ممكن"، ليبدي آخرون تذمرهم وقلقهم، من هذا الانقطاع المفاجئ، وذكر لنا أحد الزبائن وجدناه بقاعة في شارع العربي بن مهيدي، وسط العاصمة أنه فقد كل الاتصال بالعالم، وبأهله في الخارج، وأنه تعوّد على القاعة، ولذلك صار يتردد عليها للسؤال عن جديد الربط، وأشار محدثنا إلى أن آلاف الجزائريين صاروا مدمنين على الأنترنت واستعمالها بالخصوص في الاتصال بالأقارب، خاصة في الخارج عبر نظام "سكايب"، مؤكداً أن الانقطاع المفاجئ أخلط كل الأوراق، وعزل بعض العائلات عن الاطلاع عما يحدث حولها. أما صاحب الأنترنت فتساءل عن الأزمة الحاصلة لشركة "إيباد" متسائلاً أين ذهبت أموال المشتركين، ولماذا بلغ الأمر بهذه الشركة إلى عدم تسوية أوضاعها المالية تجاه الجهات المعنية، مطالباً بفتح تحقيق في ذلك، وقال مصدرنا أن قاعة الأنترنت التي يسيرها كانت تعمل بشكل جيد ولها زبائن أوفياء، ولكن يبدو أن الأزمة الأخيرة نفرت العديد منهم، حيث لجأوا إلى قاعات أخرى مزودة من طرف شركات أخرى، وبدا صاحب القاعة غير راض عن الوضعية التي آل إليها محله، فبالإضافة إلى هروب الزبائن، مؤكدا أنه يتكبد خسائر كبيرة، فتأجير المحل يزيد عن ال10 ملايين شهرياً إضافة إلى فواتير الكهرباء والضرائب. وفي المقابل لم تتأثر قاعات الأنترنت التي تضمن خدماتها بالربط عن طريق شركات أخرى، مثل "فوري" "إيزي"، و"أس أل سي" وغيرها، وفي هذا الإطار زرنا العديد من هذه القاعات التي وجدنا بها حركة وضغطاً كبيرين، وقال صاحب محل بشارع حسيبة بن بوعلي أنه لم يفقد زبائنه وأنه كان يتعامل من قبل مع شركة "أصيلة"، لكنه تحوّل إلى شركة خاصة، مؤكداً أن خدماته لم تشهد أي مشاكل أو تعطلات. وكذلك الحال بالنسبة إلى صاحب محل أنترنت بشارع حماني أرزقي(شاراس سابقاً) الذي ذكر لنا أن محله مزود من طرف شركة "فوري" وأنه لم يحس بالأزمة الحاصلة، لكنه توقع أن يتحول العديد من زبائن "أصيلة"إلى شركات أخرى. وفي معاينتنا لأحد مقرات شركة "أصيلة" بوسط العاصمة وجدنا العديد من المواطنين يتوافدون على المكان للاحتجاج عن الانقطاع وطلب التعويضات، وأسر لنا أحد العاملين بالمؤسسة أن المشكل الحاصل أثر بشكل كبير على الخدمات، لكنه أكد بأن التعويض موجود وأن الشركة ستتكفل بكل زبائنها بعد هذه الموجة.