❊ الشراكة مع الهند تمنح الجزائر امتيازات تجارية واستثمارية ❊ الاستيراد من الهند يسمح باقتصاد العملة الصعبة وإنفاقها في المشاريع التنموية أكد الخبير الاقتصادي، عبد القادر مشدال، أن تطوير الشراكة الاستراتيجية مع الهند يمنح الجزائر فرصة لتطوير اقتصادها خاصة في مجال الاستثمار والتجارة، كما سيمكنها من الاستفادة من خبرة الهند في مجال الرقمنة وتجاوز التماطل المسجل في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي الذي يرى في دول الجنوب مجرد سوق لتسويق سلعه ولا يستجيب لطموحها في نقل التكنولوجيات الحديثة والاستثمارات.` أوضح مشدال في تصريح ل"المساء"، أمس، أن زيارة رئيسة الهند الى الجزائر والاتفاق حول عديد الملفات ستؤسّس لتعاون مثمر بين البلدين، يعزّز شراكة الجزائر مع محور الجنوب من الهند والصين، موضحا أن توجه الجزائر نحو تطوير علاقاتها مع هذه البلدان اقتصاديا سيسمح لها بتحقيق الكثير من المزايا في مجال التجارة والاستثمار بالنظر إلى تحوّل الهند إلى قوة اقتصادية في عديد المجالات. وأضاف أن أكبر مشكل واجهته الجزائر والكثير من البلدان النامية هو عدم الاستجابة من طرف بلدان الشمال مثل أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية لطموحها في اكتساب التكنولوجيا، مؤكدا أن محور الهند والصين يعطي فرصا بديلة تمكن الجزائر من تطوير عدة مجالات خاصة في مجال الرقمنة لتجسيد البرنامج الكبير الذي سطرته والرامي إلى رقمنة كل القطاعات والخدمات، وهذا ما سيمكنها من التحكم في الرقمنة في مجال القيام بالصفقات وتسوية التعاملات المالية عبر العالم، باعتبار أن الهند حقّقت ثورة رقمية وتمكنت من التحكّم في حلول وتطبيقات تكنولوجيا جد متطوّرة. ومن الناحية المالية يرى مشدال، أنه حان الوقت للجزائر أن تتحول للتعامل مع منطقة الدولار، باعتبار أن كل مداخيلها من عائدات المحروقات وباقي الصادرات يتم تحصيلها بالدولار، في حين أن كل وارداتها مصدرها من منطقة الأورو. وأضاف مشدال أنه يمكن تحويل الاستيراد باتجاه الهند التي طوّرت منتوجاتها وحقّقت تنافسية كبيرة جدا، مشيرا إلى أن التطور الذي حققه هذا البلد في السنوات الأخيرة يمكن الجزائر من اقتناء تقريبا نفس المنتوجات التي ظلت تستوردها من أوروبا من الهند بسعر أقل وبنفس الكفاءة التقنية والتكنولوجيا والإنتاجية، وهو ما يسمح للجزائر من اقتصاد أموال ضخمة وتوجيهها لتوسيع قدراتها التنموية. وأشار إلى أن خصوصية التعامل مع الهند مرتبطة أساسا مع توجهات الاقتصادية لهذا البلد المعروف في مجال التطوّر التكنولوجي، وكذا قطاع الأدوية باكتسابه تجربة كبيرة وفّرت إنتاج أدوية كانت كل بلدان العالم الثالث محرومة منها نظرا للاحتكارات التي تكونت في مجال الإنتاج الصيدلاني، حيث كسر الهند هيمنة المخابر الكبرى بجعل هذه الأدوية متنفسا لنصف الكرة الأرضية في المنطقة الجنوبية. بالإضافة إلى تطويره للقطاع البنكي مما أعطاه قوة اقتصادية استطاع من خلاله أن ينافس أكبر القوى في العالم. كما أشار مشدال إلى أن التعاون مع الهند يمكن أن يترجم إلى شراكة حقيقية في مجال الطاقة، باعتبار أن الجزائر تملك خبرة تمكنها من اقتراح حلول وبدائل للسوق الهندية فيما يتعلق باستغلال كل أنواع الطاقة من البترول والغاز وإنتاج وتوزيع الكهرباء، ولديها قدرة على تصدير هذه الطاقة عبر البحار والمحيطات، مؤكدا أن الجانب الهندي مستعد لتبادل هذه الخبرة مع بلد مثل الجزائر.