يبدو أن أزمة مياه الشرب التي مسّت ولاية تيارت خاصة عاصمة الولاية لعدة أشهر، ستعرف طريقها إلى الحل النهائي بعد الإجراءات الاستعجالية المتخَذة من قبل السلطات العمومية. فبعد برنامج الصهاريج التي زوّدت الولاية من عدة مناطق بالوطن ودخول مياه الشط الشرقي الخدمة والآبار العميقة المنجزة بمنطقة توسنينة وواد مينا والتي خفّفت من حدة الأزمة، يُنتظر أن يُشرع في جلب مياه حوض عجر ماية نحو تيارت قريبا. بدأت ملامح انفراج أزمة الماء بتيارت تلوح في الأفق بعد تغير برنامج تزويد السكان بالمياه كل ثلاثة أيام؛ الأمر الذي أراح المواطنين كثيرا مقارنة بالأشهر الماضية حين بلغت أزمة المياه ذروتها الكبيرة، فيما يُنتظر أن يعرف الوضع انفراجا أكبر بعد تجسيد مشروع تزويد أجزاء من ولاية تيارت، بمياه حوض عجر ماية المتواجد في ضفاف واد طويل القادم من بلدية سرقين أقصى الجنوب الشرقي للولاية، والذي بلغت نسبة تقدم أشغاله أشواطا معتبرة بفضل السهر الدائم لمختلف أجهزة الدولة على إنهائه، بعد إسناد المشروع لعدة مقاولات مختصة في مجال الري، وإيصال ونقل المياه. وقد تَقرر تسليم المشروع في غضون الشهرين القادمين. وحسب مصادر من مديرية الموارد المائية لولاية تيارت، فإن كميات المياه المقرر أن تصل إلى تيارت من حوض عجر ماية يوميا، تقدر ب 60 ألف متر مكعب يوميا عند دخوله الخدمة، وهي كمية كافية لتزويد كل سكان عاصمة الولاية وعدة بلديات مجاورة. وقد عمدت الهيئات المكلفة بإنجاز ومتابعة سير الأشغال، إلى تعزيز قدرات نقل المياه بالأنابيب انطلاقا من عجر ماية إلى بلدية عين دزاريت، ثم تحويلها إلى تيارت عبر مسار، وبتقنيات عالية الجودة لحفر وتنصيب ونقل الأنابيب الموصلة؛ لتفادي هاجس التعطلات والتسريبات مستقبلا، والتي كانت تكلف أموالا كبيرة، وتضيّع كميات كبيرة من المياه.