دعا المشاركون في أشغال الملتقى الدولي الثاني حول: "الصحة النفسية مشكلات وقضايا بين الوهن النفسي والرفاه الاجتماعي"، الذي اختتم مؤخرا، بجامعة سكيكدة، على ضرورة التركيز على التكوين الجيد في مجال الصحة النفسية، بما يواكب التطورات الحديثة، مع تكثيف البحوث العلمية الخاصة في هذا المجال بالجزائر، إلى جانب التركيز على بناء الإنسان، من خلال الاهتمام بصحته النفسية. أكد المشاركون، من خلال توصياتهم، على أهمية برمجة دورات لتنمية مهارات الصحة النفسية، إلى جانب تعزيز البرامج الوقائية النفسية، وتوفير الدعم النفسي للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمشاكل النفسية، إلى جانب تفعيل دور الأخصائيين النفسانيين على مستوى مختلف المؤسسات الاجتماعية، بما فيها تفعيل خلايا الإصغاء، مع التركيز على الجانب التوعوي والتحسيسي بأهمية الصحة النفسية، مشددين على أهمية توعية الأسرة بضرورة الاهتمام بصحة أطفالها، وبأساليب معاملة الوالدين، مع تأكيدها على ضرورة خلق ثقافة تنظيمية، تقوم على قيم التعاون والإيجابية في المعاملة والاتصال، مع حث المؤسسات بتوفير دليل للصحة النفسية، يكون في متناول الموظفين، دون إغفال التوصيات، جانب تكوين الأساتذة في مجال التعامل مع الطفل، لخلق جو مناسب يقي من التسرب المدرسي. وقد احتضنت قاعة المحاضرات الكبرى على مستوى المكتبة المركزية بجامعة "20 أوت 55" في سكيكدة، على مدار يومين كاملين، فعاليات الملتقى الدولي الثاني حول: "الصحة النفسية - مشكلات وقضايا بين الوهن النفسي والرفاه الاجتماعي"، نظمه قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، بالتعاون مع مخبر دراسات واستشارات نفسية وتربوية بسكيكدة. وتناولت هذه الفعاليات العلمية، التي أعطى إشارة انطلاقها الأستاذ الدكتور مطاطلة عبد الرزاق، نيابة عن مدير الجامعة البروفيسور توفيق بوفندي، بمعية كل من الأمين العام للجامعة وعميد كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية ورئيس الملتقى الدكتور عاشور لعور، تناولت مشكلات وقضايا الصحة النفسية، من خلال مناقشة المحاور الثمانية، وهي الصحة النفسية والجانب الديني والصحة النفسية والواقع الاجتماعي والصحة النفسية ومشكلات الطفولة والمراهقة، والصحة النفسية والشيخوخة، إلى جانب الصحة النفسية والمشكلات المدرسية والصحة النفسية والمشكلات المهنية والصحة النفسية والمشكلات الزوجية والصحة النفسية وقضايا العصر. وحسب رئيس الملتقى، الدكتور عاشور لعور، فإن هذا الملتقى في طبعته الثانية، يهدف إلى تحقيق جملة من الأهداف والغايات، من أهمها، تحديد الإطار المعرفي للوهن والرفاه النفسي والمشكلات النفسية الراهنة، مع عرض أهم المشكلات النفسية التي تعيق تحقيق الرفاه النفسي، والعمل قصد وضع أسس وإستراتيجيات لمساعدة الأفراد والفئات التي تحتاج إلى دعم نفسي أو اجتماعي، وكذا التطرق إلى مختلف القضايا المعاصرة، والتي شكلت تحولا في جوانب الصحة الاجتماعية لأفراد المجتمع، لاسيما في ظل التحولات التكنولوجية. للإشارة، حضر أشغال هذا الملتقى، إطارات الجامعة وثلة من الأساتذة، إضافة إلى الطلبة، مع مشاركة متميزة لكل من رئيس المركز العربي للتربية الوالدية الدكتور بشير العواني، من جامعة قرطاج بتونس، وأستاذة من جامعة صبراتة ليبيا، زيادة إلى أساتذة من مختلف جامعات الوطن ومن الدول العربية، ساهموا بمداخلات وورشات حضوريا وعبر تقنية التحاضر عن بعد.