استيقظ العالم أمس، على وقع تصعيد جديد بين إيران والكيان الصهيوني الذي قصف مواقع عسكرية في ثلاث محافظاتإيرانية والعاصمة طهران، أسفرت عن مقتل عسكرين اثنين لتعزّز بذلك المخاوف من مخاطر توسع الصراع في منطقة الشرق الأوسط المثقلة بالحروب وبؤر التوتر. أدانت وزارة الخارجية الإيرانية أمس، ب"أشد العبارات" القصف الجوي الصهيوني الذي استهدف مواقعها العسكرية، معتبرة إياه "انتهاكا واضحا" للقانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة. وأوضحت في بيان أن إيران تعتبر نفسها "محقة وملزمة" بالدفاع عن نفسها ضد الهجوم الصهيوني استنادا إلى الحق الأصيل في الدفاع المشروع بموجب القانون الدولي، كما هو منصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة. وأكدت الخارجية الإيرانية، أن استمرار الاحتلال الصهيوني وأعماله وجرائمه غير القانونية في المنطقة، وخاصة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني والعدوان على لبنان، يعد السبب الرئيسي للتوتر وانعدام الأمن في المنطقة، داعية المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات "فورية" و"عاجلة" لوقف الإبادة الجماعية والعدوان على غزّة ولبنان، وكبح جماح الترويج للعدوان الذي يقوم به الكيان الصهيوني. وكان الجيش الإيراني أعلن فجر أمس، عن فقدانه اثنين من جنوده أثناء تصديه لعدوان الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أنه سيعلن عن المزيد من المعلومات في وقت لاحق. وحسب مركز الدفاع الجوي الإيراني، فقد هاجم الكيان الصهيوني مراكز عسكرية في محافظاتطهران وخوزستان وإيلام، مشيرا إلى أنه تم التصدي للهجوم ومواجهته ب"نجاح" من قبل المنظومة الشاملة للدفاع الجوي وأن "أضرارا محدودة" لحقت ببعض النقاط. ويأتي هجوم اسرائيل على إيران ردا على الهجوم بالصواريخ الذي نفذته الأخيرة على الكيان الصهيوني في الفاتح أكتوبر الجاري ووصف بالأعنف، حيث قال الحرس الثوري الإيراني، إنه جاء ردا على مقتل زعيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" السابق إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله بشكل خاص. وتوعدت على إثره اسرائيل بالرد في المكان والزمان المناسبين. وكان موقع "أكسيوس" الأمريكي نقل عن ثلاثة مصادر أن إسرائيل أرسلت رسالة تحذيرية لطهران قبل تنفيذ ضرباتها الجوية فجر السبت، مضيفة أن الرسالة الإسرائيلية كانت محاولة للحد من تبادل الهجمات المستمرة بين إسرائيل وإيران ومنع تصعيد أوسع نطاقاً في المنطقة. وحسب الموقع الأمريكي، فإن الرسالة الإسرائيلية نقلت إلى الإيرانيين عبر أطراف ثالثة، مشيراً إلى أن الإسرائيليين أوضحوا للإيرانيين "مسبقا ما الذي سيهاجمونه بشكل عام وما الذي لن يهاجموه". ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين إنهم يتوقعون أن ترد إيران على الهجوم الإسرائيلي في الأيام المقبلة، ولكن بطريقة محدودة تمكن إسرائيل من وقف دورة "العين بالعين". هجوم إسرائيل على طهران دول المنطقة تدين والغرب يدعو لضبط النفس أثارت الهجمات التي شنّها الكيان الصهيوني فجر أمس، ضد مواقع عسكرية في ثلاث محافظاتإيرانية من بينها العاصمة طهران وخلفت مقتل عسكريين اثنين، موجة إدانة عارمة في دول المنطقة وسط دعوات غربية لضبط النفس والتهدئة. أدانت المملكة العربية السعودية الهجمات الصهيونية على إيران، محذّرة من مغبة توسع الصراع في المنطقة التي تشهد حرب إبادة لا يزال جيش الاحتلال يتفنّن في نسج فصولها منذ أكثر من عام في قطاع غزة من جهة ومواصلة العدوان الجائر على لبنان من جهة أخرى. وكتبت الخارجية السعودية على موقع "اكس" أن "المملكة العربية السعودية تدين الهجمات الإسرائيلية على إيران وتجدّد موقفها الحازم برفض تصعيد الصراع في المنطقة الذي يهدّد أمن واستقرار الدول والشعوب في الشرق الأوسط". نفس موقف الإدانة عبرت عنه باقي دول الخليج من قطر والإمارات العربية والبحرين وسلطنة عمان التي حذّرت جميعها من مخاطر انزلاق الصراع إلى حرب أقليمية مجهولة العواقب. كما حذرت الحكومة العراقية مما وصفته ب"النتائج الخطيرة" للصمت الدولي إزاء التصرف الوحشي لإسرائيل، حيث قال المتحدث باسم الحكومة العراقية، بسيم العوادي، إن بلاده "سبق وحذّرت من التبعات الخطيرة الناجمة عن الصمت الدولي إزاء التصرّف الصهيوني الوحشي إزاء الفلسطينيين وهجماتها على لبنانوسوريا وأيضا الاعتداء الجديد على إيران، متهما الاحتلال الصهيوني بمواصلة توسيع رقعة الصراع في المنطقة ب "هجمات تنفذ مع الإفلات من العقاب". وبينما أكدت سوريا دعمها لحق إيران الشرعي في الدفاع عن النفس ضد العدوان الصهيوني الذي أدانته مع تأكيد تضامنها مع الجمهورية الإسلامية، حذّرت تونس من عواقب الاعتداءات التي شنّها الكيان الصهيوني على الأراضي الإيرانية في انتهاك سافر لسيادة إيران واستهتار بالقانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة. وجدّدت تونس نداءها ب"ضرورة أن تسارع المجموعة الدولية إلى تحمل مسؤولياتها من أجل وضع حدّ لهذا النهج المستهتر بكل المواثيق الدولية والأخلاقية والذي يعرض أمن المنطقة وشعوبها والسلم العالمي إلى مخاطر كبيرة". وأدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأشد العبارات العدوان الصهيوني على إيران واستهداف مواقع عسكرية في عدة محافظات، معتبرة ذلك انتهاكا صارخا للسيادة الإيرانية وتصعيدا يستهدف أمن المنطقة وسلامة شعوبها. وأشارت في تصريح صحفي إلى أن "هذا العدوان الفاشي يؤكد من جديد طبيعة كيان الاحتلال المجرم، الذي لا يزال يستبيح دماء المدنيين الأبرياء في قطاع غزةولبنان وغيرهما من شعوبنا العربية والإسلامية، مستندا إلى غطاء عسكري وسياسي إجرامي من الإدارة الأمريكية وبعض العواصم الغربية". وشدّدت على أن "هذا العدوان يعد انتهاكا صارخا للسيادة الإيرانية وتصعيدا يستهدف أمن المنطقة وسلامة شعوبها"، محمّلة الاحتلال الصهيوني كامل المسؤولية عن تداعيات هذا العدوان. ولم تخرج باكستان عن هذا السياق، وهي التي حمّلت إسرائيل كامل المسؤولية عن التصعيد الحاصل وتوسع رقعة الصراع، في حين تقاطعت تصريحات المسؤولين الغربيين خاصة في أوروبا حول ضرورة ضبط النفس والتهدئة من أجل تفادي انزلاق الصراع إلى حرب إقليمية. في ذات السياق دعت فرنسا الأطراف المعنية إلى الامتناع عن كل فعل أو عمل من شأنه أن يزيد في تفاقم الوضع المتأزم، في حين صرح رئيس الحكومة البريطانية، كير ستارمير، بأنه "لا يجب على ايران أن ترد" على الهجمات الإسرائيلية. وقال في ندوة صحافية عقدها أمس على هامش انعقاد "قمة الكومنويلث" بأنه "من الواضح بأن لدى إسرائيل الحق في الدفاع عن النفس ضد الاعتداء الايراني. ومن الواضح أيضا ضرورة تفادي تصعيد جديد في المنطقة". وبنفس القناعة راح المستشار الالماني، أولاف سولتز، يحذّر إيران من أي تصعيد بعد الاعتداءات الصهيونية على أراضيها. قائلا "رسالتي لإيران واضحة وهي يجب ألا تستمر ردود الفعل التصعيدية الهائلة. ويجب أن تتوقف الآن. عندها ستفتح إمكانية التنمية السلمية في الشرق الأوسط".