أكدت المديرية العامة للوقاية وترقية الصحة لدى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، خلال يوم تكويني لفائدة الصحفيّين، على أهمية التلقيح ضد الأنفلونزا؛ من خلال أخذ أهم الاحتياطات الواجب اتخاذها للوقاية من الإصابة بهذا الفيروس الموسمي، ومضاعفاته، لا سيما مع الانخفاض المحسوس في درجات الحرارة خلال هذه الأيام. جاء هذا اليوم التكويني في إطار جهود الوصاية نحو تحوّلٍ صحي واع، يرتكز على تعزيز ثقافة الوقاية في المجتمع، والتذكير بتقديم خدمة لقاح الأنفلونزا الموسمية في مراكز الرعاية الصحية، ومصالح الطب الجواري بجميع أرجاء الوطن، خصوصا بالنسبة للأشخاص الأكثر حساسية؛ كالمسنين، والمرأة الحامل، والمصابين بالأمراض المزمنة، والذين يعانون من مشاكل تنفسية. وأكدت، في هذا الصدد، سامية حمادي، مديرة الوقاية ومكافحة الأمراض المتنقلة لدى وزارة الصحة، أن الهدف من هذا التكوين هو تعزيز الثقافة الوقائية في المجتمع، حول الأنفلونزا الموسمية، التي تُعد، اليوم، من الأمراض الخطيرة، وكذا تبسيط لغة مخاطبة الإعلام للمجتمع عامة؛ باعتبار أن هذا مشكل صحة عمومية، أخذ خلال السنوات الأخيرة، أبعادا خطيرة. ويبقى التلقيح أفضل حماية ضد الأنفلونزا الموسمية. وأشارت المتحدثة على هامش اليوم التكويني، إلى أن التلقيح آمن، ولا يجب الترويج لبعض الأفكار المساقة حول خطورة التلقيح ضد الأنفلونزا، وأنه مضر بالصحة، لا سيما للمرأة الحامل، موضحة أنه يتم تسجيل عزوف كبير وسط الحوامل، عن أخذ اللقاح؛ خوفا على الجنين، وهذا عكس الحقيقة، مؤكدة أن اللقاح آمن، ويحمي الأم والجنين على السواء، ويكون حاجزا ضد الإصابة بالأنفلونزا لستّة أشهر تقريبا خلال موسم الإصابة. ودعت سامية حمادي إلى تحسيس وتوعية المجتمع بأهمية إجراء التلقيح للحماية من الإصابة بهذا الفيروس الموسمي، والتقليل من الأعراض الناتجة عن ذلك، وتفادي المضاعفات الخطيرة، التي قد تصل إلى الوفاة، لا سيما مع الأشخاص الأكثر حساسية، مشددة على أن احترام السلوكات الحاجزة للفيروس، تبقى دائما ضرورية؛ كنظافة اليدين، وارتداء الكمامة، واحترام التباعد الاجتماعي خصوصا خلال هذا الموسم الممتد إلى غاية شهر مارس. من جهتها، أوضحت نادية بكري، مختصة في علم الأوبئة والطب الوقائي والمكلفة ببرنامج مكافحة الأنفلونزا، ضرورة التفرقة بين السلوكات الوقائية والسلوكات الحاجزة، موضحة أن الوقاية تتمثل في إجراء التلقيح. أما السلوكات الحاجزة فتتمثل في كامل السلوكات الأخرى، التي من شأنها تفادي الإصابة بالرغم من أخذ اللقاح، والتي لا بد أن تكون اليوم بعد التجربة الأليمة لوباء كورونا، تلقائية، وطبيعية من كل شخص، على أن يتم تعزيزها وتشديدها خلال هذا الموسم من السنة. وأضافت الدكتورة بكري أن تجديد اللقاح كل سنة ضروريٌّ؛ لأن فترة صلاحية اللقاح تبقى، تقريبا، ستة أشهر، ثم تضمحل فعالية اللقاح، وتختفي تماما بعد ذلك، موضحة أنه لا يوجد تأثير ولا أعراض جانبية تماما بعد أخذ اللقاح بشكل متكرر كل سنة. وأوضحت بكري: "رغم عدم إلزامية أخذ اللقاح أو عدم فرضه على المواطنين، إلا أنه من بالغ الأهمية أخذه للوقاية، وحماية الصحة، وتفادي أخطر حالات الإصابة والمضاعفات، التي تصل إلى حد الموت في بعض الحالات".