شهدت القاعة الكبرى بصالون "سيلا 2024، أوّل أمس، افتتاح البرنامج الثقافي الفكري لهذه الطبعة ال27 من خلال تنظيم ندوة "روح ثورة نوفمبر المجيدة، إرث للأجيال"، تحدّث فيها المشاركون عن تاريخ النضال الجزائري الذي كلّله نوفمبر بالانتصار الذي يجب أن يبقى محفورا في ذاكرة الأجيال كي يكون حصنا منيعا ضدّ الهزيمة ومنبعا للإلهام. فبعد قراءة الرسالة التي بعث بها رئيس مجلس الأمة السيد صالح قوجيل، تطرق المجاهد عيسى قاسمي (83 سنة) لهذا التاريخ الثوري الحافل بعد توقفه عند نعمة الاستقرار والأمن الذي تعيشه الجزائر، مطالبا بضرورة توريث روح نوفمبر للأجيال مع ضرورة ربطها بماضي الجزائر المتمثل في ثورات المقاومات الشعبية وكذا ما عاشه شعبنا من ويلات الاستعمار الفظيع، الذي دخل الجزائر، كما أضاف، ليبيد شعبها ويستبدله بأجناس أخرى هجينة. وذكر المتدخّل أنّ كتّاب فرنسا اليوم يحاولون فصل الثورة عن ما سبقها من أحداث من أجل بتر تاريخنا، متوقفا بعدها عند ذكريات شبابه بإحدى قرى بجاية وما كان من ويلات المستعمر، ليؤكد مخاطبا الشباب "لا أقول لكم عيشوا على ذكريات الماضي بل عليكم بحفظ هذا الميراث الثمين"، علما أنّ جيله كان واجبه جمع هذه الذاكرة وتقديمها في طبق من ذهب للأجيال، وهنا تم الإعلان عن كتاب السيد قاسمي الجديد بالمعرض بعنوان "132 سنة بين الجزائروفرنسا". أما الكاتب صادق بخوش فاستهل تدخّله بإعجابه بعنوان الندوة، مؤكّدا أنّ الثورة لها روح وإدراك وأصحابها تخرّجوا من مدرسة الحياة ومن الكشافة ومن نضال الحركة الوطنية ومن ابن باديس مستعرضا بعض مواقف ومقولات قادة الثورة، وأوضح أنّ الثورة جسمها الشعب وروحها الإدراك والوعي والفكر والكلمة، وأن الثورة لم تأت من السماء بل كانت نتيجة تراكمات تكللت بعد عقود ببيان1 نوفمبر الذي كان امتدادا لرؤية فلسفية وقناعات تحمل روح الشعب، ما أخاف المستعمر، وهي أيضا، كما قال "فعل خلاق مستمر يتجلى في الفكر والإبداع من الكتابة إلى المسرح والسينما والمدرسة والمسجد والجامعة"، ليختتم بالإشارة إلى أنّ الحروب السيبرانية اليوم تجاوزت الفضاء، وبالتالي لابدّ أن تجسّد قيم الثورة ليس فقط في السرديات بل في السلوك والتماسك وقوة الجبهة الداخلية والنهوض التنموي وحماية القيم "الثورة تبدأ هنا بعد أن انتهت الحرب".