في كل مرة كانت الكاتبة جاكلين برونو تعود إلى الجزائر، لزيارة الأهل والأحباب، وهناك التقت بالناشر والصحفي علي العايب، صاحب جريدة "لوشليف"، التي تحولت إلى "دار نشر"، الذي اقترح عليها كتابة مقالات أدبية في جريدته الأسبوعية، فلبت الطلب بسرعة، لتكون النتيجة كتابة 130 مقال في 730 صفحة، وزعتها على أربعة كتب صدرت كلها عن "لا بريس دو شليف". اهتمت جاكلين، حسب تصريحها ل"المساء"، بالأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية، لجهلها اللغة العربية، وبالأخص الأدب المكتوب من طرف الشباب، ومن بينهم الكاتب محمد عبد الله، الذي تحصل على عدة جوائز وطنية ودولية، ليحين الوقت لأن تكتب لحياتها، تحديدا عن نضال والدها ضد الكولونيالية، خاصة بعد أن شارك في الحرب العالمية الثانية وكذا التقائه بامرأة في قسنطينة، أصبحت بعدها زوجته. وذكرت برونو ل"المساء"، أنها كتبت سيرتها الذاتية "الجزائر بقدر ما نحمل الطفولة" بالدموع، لأنها تذكرت أحداثا مؤلمة عن طفلة لا يزيد عمرها عن ثلاث سنوات، شهدت العذاب الذي كان ينال الجزائريين المستعمَرين والتمييز العنصري الذي طالهم، وكذا عن كل التهديدات التي كانت تصل لوالدها من طرف المعمرين ومنظمة الجيش السري.... والدها الفرنسي الذي وقف مع المقاومة الجزائرية ولم يأبه بأي تهديد. كما أكدت جاكلين برونو أن كتابها هذا، هو شهادتها ضد الكولونيالية، اختارت أن تتناول فيه أهم المحطات التي عاشتها رفقة عائلتها، في فترة لم تكن يسيرة بالنسبة للشعب الجزائري ولمسانديه، معتبرة نفسها جسرا ليس بين الجزائر وفرنسا، بل بين الجزائر والجزائر، فالجزائر، حسبها، لم تعش فترة حرب دامت ثماني سنوات، بل 132 سنة، كما أنه لا يمكن نسيان الكولونيالية، لتنوه بحكمة الدولة الجزائرية في تعاملها مع الملفات الدولية، وتدعو إلى حماية الجزائر، خاصة وأنها كانت وما تزال عرضة للطمع من طرف الآخرين.