أكدت حياة بركوكي، المختصة في علم الاجتماع العائلي، مرشدة أسرية ومستشارة تدريب احترافي في التنمية الذكائية والتواصلية مع الطفل، وباحثة في بناء الشخصية وتعديل السلوك، أن المخدرات تشكل الآن خطرا كبيرا على الأطفال والشباب والأسر، وبالأخص المراهقين، نظرا لتطور طرق انتشارها، حيث انتقلت من مادة تستهلك عن طريق الفم أو الحقن، إلى المخدرات الرقمية التي أصبحت تستقطب المراهقين بشكل رهيب، من خلال موسيقاها التي تضرب الأعصاب. أشارت بركوكي، إلى ضرورة انتباه الآباء ومعرفة كل التفاصيل الخاصة بحياة أبنائهم، بالحرص والحيطة ومراقبتهم في الواقع والمواقع، من أجل سلامتهم وحمايتهم قبل فوات الأوان، كما عرجت في السياق، على نوع من الآباء، يعد معول الدمار الأول لأسرته والمجتمع، ممن يتاجرون بالمخدرات في بيوتهم، ليكون أبناؤهم من بين ضحاياهم. عرضت المختصة سبل الوقاية، التي قالت إنها خير من العلاج، إذ نبهت إلى ضرورة أن يتسلح الأفراد بالوعي والرجوع إلى الله في السراء والضراء، والتوجه للحلول العقلانية والاستشارة في أمور حياتهم، بدل الإلقاء بأنفسهم في لهيب المخدرات. أوضحت بركوكي أن اختيار الشريك المناسب للزواج، أمر جد هام، تقول: "عند الإقبال على الزواج، لابد من الاختيار الجيد والصالح لشريك الحياة، ولا يجب إقحام أسرة جديدة في مشاكل أخرى تتفرع بسبب الإدمان على المخدرات". تشرح: "وهنا يكمن دور التربية السليمة والواعية للأبناء، لحمايتهم من أنفسهم والانحراف، بسبب هذه الفة الخطيرة، فمن الضروري جدا على الآباء إعادة النظر في طريقة تربية أبنائهم، ومراقبتهم بوعي وذكاء واختيار رفقائهم بعناية، مع الحرص على الحيطة من وجود أشخاص مشتبه فيهم أمام المدارس أو الشارع، لاسيما أن هناك من يتصيدون الأطفال والمراهقين عند باب المدارس والثانويات". تطوير مهارات الأبناء وتعزيز هوايتهم وقاية لهم أكدت بركوكي، أن إنشاء علاقة جيدة بين الأبناء والآباء، يضمن عدم الانحراف، وبناء علاقة صداقة بينهما تسمح بإنشاء بيئة تحاورية، وعدم إخفاء أي اسرار، إلى جانب تقوية الوعي لدى الطفل حول هذه الآفة، مع ضرورة إدخال الأبناء في مراكز رياضة وتطوير مهاراتهم وتعزيز هوايتهم، وملء فراغهم بالأفضل، خاصة المشاركة في الأعمال الخيرية التي تقيهم من رفقاء السوء. ونبهت المختصة إلى أن مكافحة المخدرات مهمة الجميع، مشيرة إلى دور المؤسسات التربوية والمراكز الثقافية في التوعية بمدى خطورتها، وإظهار أشكالها الجديدة والتخويف من آثارها، خاصة الصحية التي تقضي على حياة ومستقبل الشخص. تقول: "التربية الإيجابية والدينية السليمة والصحية، المبنية على المحافظة على الفطرة والعقل هي أكثر عامل يقي من هذه الآفة". لمسة وعي ويقظة وإدراك في الختام، أشارت بركوكي إلى أن الصحة عطاء من الله، قال تعالى: "ولاتؤدوا بأنفسكم إلى التهلكة"، ومن هنا فالحفاظ عليها اختيار وقرار، وقد سلم من كان في وعيه السليم وحفظ نفسه وجسده وصحته النفسية والعقلية من الآفات، تقول: "أدعو كل الشباب الذين يشعرون بالضياع، أن يضعوا جهودهم وتفكيرهم ووقتهم في إيجاد الفرص، ووضع أهداف والعمل على تحقيقها، وفتح مشاريع ولو صغيرة، تشغل وقتهم وتدخل عليهم بالفائدة المادية... ولا تتبعوا المثبطين، استيقظوا باكرا، توكلوا على الله... وهرولوا في صناعة ما تستحقونه ولا تحتقروا أي أمر مهما كان صغيرا، فكل بداية تجمع حصى بحصى حتى تحصل على خير لا يحصى".