أدلى المفكر والناشر السويدي وصديق الثورة الجزائرية، فريدي نيلس أندرسون، أول أمس، بالصالون الدولي للكتاب، بشهادته حول مساهمته ودوره في دعم الثورة الجزائرية، مقدما تفاصيلا عن علاقته ببعض المناضلين الجزائريين، خاصة الناشطين بفرنساوسويسراوبلجيكا، وتجربته في نشر كتب عن الثورة. استحضر المتدخل فترة نشاطه، ضمن صفوف دعم الثورة التحريرية بأوروبا، مفصلا في بعض المهام، التي تكفل بها المتطوعون لخدمة الثورة حينها، منها تهريب المناضلين الجزائريين عبر الحدود، وكذا إيوائهم والتكفل بنقل الجرحى إلى بلجيكا، وعمليات التمويه، ونقل وتزوير الوثائق، وجمع الأموال وتهريبها، ثم إيداعها بالبنوك السويسرية، وصولا إلى حديثه عن "شبكة جونسون" و"حملة الحقائب"، وقال إن ذلك، كله لم يكن بمنأى عن المخاطر، ووصل بالبعض إلى العقاب بالسجن، حيث حكم على البعض ب10 سنوات سجنا، ثم استفادوا من عفو بعد اتفاقيات إيفيان، مؤكدا أن العقوبات المسلطة على الأوروبيين المساندين للثورة، كانت أقل بكثير من تلك التي سلطت عليهم داخل الجزائر، حيث وصل بعضهم إلى السجن والتعذيب، وحتى الإعدام، رغم ما قدمه هؤلاء الأحرار، كما يضيف المتحدث، إلا أن ذلك يعني أنهم هم من منحوا الجزائر استقلالها، بل إنهم ساهموا بما استطاعوه. عن انضمامه للثورة، قال إنه تأثر بداية من كتابات هنري فلاق عن التعذيب، وقبلها قراءته لبيان 1 نوفمبر، كانت بعدها لقاءاته مع المناضلين الجزائريين، منهم صديقه محمد مشاطي بباريس. قبل تأسيس فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا، أشار المتحدث إلى أن الجالية الجزائرية كانت تجهل الكثير عن الثورة، وكانت ملتزمة فقط أمام حزب مصالي الحاج، وتم إرسال مبعوث للجزائر من أجل الوقوف على أحداث الثورة، وأنها موجودة ومشتعلة، حينها التزمت الجالية بالانضمام إلى صفوف الثورة. رجوعا لذكرياته، قال المتحدث إنه من مواليد لوزان بسويسرا، لم يعرف الجزائريين، لكنه كان دوما على اطلاع على القضايا العادلة، منها الفيتنام ووحشية الكولونيالية، إلى أن احتك بالجزائريين الوافدين إلى سويسراوبلجيكا وغيرها، فرارا من فرنسا، ليتعرف أكثر على عدالة القضية الجزائرية، ثم جاء كتاب هنري علاق "المسألة"، حينها تكفل بإعادة نشره، بالتعاون مع فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير. صدر الكتاب في 90 ألف نسخة، وترجم ل50 لغة تقريبا، ليساهم في حشد الكثير من الشعوب من أجل دعم القضية والضغط على الكولونيالية الفرنسية، عن ظروف نشره الكتاب بسويسرا، قال إن والدته هي من تكفلت بذلك، ثم جاء كتاب آخر يفضح جرائم فرنسا قبل وأثناء الثورة، بعنوان "كتاب أسود من 6 سنوات حرب الجزائر"، متوقفا أيضا عند تدخل المخابرات الفرنسية لتفخيخ بعض الكتب وإرسالها لداعمي الثورة، منهم من قتل بها، كالمناضل لابيرش الأستاذ والمثقف البلجيكي. أشاد السيد أندرسون بالنضال السياسي والدبلوماسي والإعلامي، الذي خاضه الجزائريون إلى جانب الكفاح المسلح، ما كثف تأييد الرأي العام الدولي لقضيتهم. واستحضر أيضا بعض رجال الثورة، ابتداء من مجموعة 22، التي اختارت اللحظة المناسبة لتفجير الثورة، هذه الأخيرة التي كانت دوما مطلبا شعبيا. المفكر والناشر السويدي وصديق الثورة الجزائرية