صدر للدكتور عبد السلام فيلالي عن دار "النهى"، كتاب جديد بعنوان "من روما إلى الإسلام" (عن النقلة الحضارية في شمال افريقيا). بالمناسبة، قال الدكتور ل3المساء" إنّ كتابه الجديد يندرج ضمن مشروعه العام حول الجزائر، ويمثّل تكملة للكتاب الذي جاء قبله والموسوم ب«الجزائر خلال حقبة الوجود الروماني" (عبقرية المكان وتمظهرات القوّة). وأضاف أنّه وجد مرحلة مظلمة من تاريخ شمال افريقيا بدت غريبة عن الباحث الكبير جون ماري لاسار تخصّ النقلة الحضارية من المسيحية إلى الإسلام ومن اللاتينية إلى اللغة العربية، والذي تساءل عن أسباب اختفاء المسيحية واللاتينية من منطقة شمال افريقيا. كما لم يجد إجابة على تساؤله، إلاّ أنّ الدكتور انطلاقا من مقاربات عدّة عالج هذه الإشكالية وأجاب عنها. وأشار الدكتور إلى قوة الدوناتية والمختونين (التيار التوحيدي) في القرنين الثالث والرابع إلاّ أنّهما كادا أن يُهزما بفعل سلطة القديس أوغسطين، لكن مع قدوم الوندال (إيروسيين) الذين ينتمون الى شجرة تسمى مسينية مثلما هو حال الدوناتية والمختونيين، انتصرت المرحلة اليهودية المسيحية التي تؤمن بالتوحيد، عكس اليهودية التثليثية، وبالتالي تمكنت من نصرة التوحيد وتهيئة الأرضية لقدوم الإسلام. وتابع أنّه في المرحلة الأولى للدعوة الإسلامية كان الإسلام قرآنيا أي لم تكن هناك مدوّنة فقهية (الحديث وتفسير القرآن) حتى اللغة العربية لم يكن لها تقعيد الذي تأسّس في القرن العاشر ميلادي على يدي سيبويه، وبالتالي عاشت المنطقة من القرن السابع ميلادي في مرحلة تهيئة إلى غاية القرن العاشر والذي عرف في عهد المأمون إنشاء مدوّنة فقهية إسلامية في الوقت الذي تشكّلت فيه أرضية عربية إسلامية ليتم البناء بشكل واضح ومتين في القرن الثاني عشر ميلادي مع حكم الموحّدين.