أكّد المخرج السينمائي، رشيد بلحاج، على أهمية الموسيقى في حياة القديس أوغسطين، والدليل أنّ أوّل إصدار له كان بعنوان ”معاهدة الموسيقى”، داعيا في الصدد نفسه إلى الاهتمام بهذه الشخصية الوطنية التي تملكتها جهات أخرى واعتبرتها جزءا من ثقافتها. وشارك كل من المخرج السينمائي رشيد بلحاج، الموسيقي مصطفى سحنون، المختص في الموسيقى عبد الحكيم مزياني وممثل الجمعية الوطنية للمبادلات السياحية والثقافية الدولية عثمان عبد اللوش في منتدى ”المجاهد” الذي نُظم هذه المرة حول كتاب ”معاهدة الموسيقى” للقديس أوغسطين ابن مدينة سوق أهراس. وقرأ السيد عثمان عبد اللوش مقدمة كتاب ”معاهدة الموسيقى” المترجم إلى اللغة الفرنسية والذي قامت الجمعية الوطنية للمبادلات السياحية والثقافية الدولية بنشره إلكترونيا بغرض التعريف بالتراث الجزائري الثري، وقال عبد اللوش إن الكتاب مقسم إلى جزأين، تناول فيهما القديس أبجديات الموسيقى، معتبرا هذه الأخيرة علما له علاقة وطيدة بالحساب والرياضيات، قائلا إن من لا يحسن العد لا يمكن له أن يكون موسيقيا، كما تناول القديس في كتابه هذا أفكارا ميتافيزيقية فلسفية. وطالب نفس المتحدث بالاهتمام باللغة اللاتينية التي كتب بها القديس كتابه هذا، مشيرا إلى أن قسما كبيرا من التاريخ الجزائري مكتوب بهذه اللغة وعدم اتقانها سيفقد الجزائر هذا الجزء من تراثنا الثري، وبالمقابل أشار إلى أن القديس أوغسطين كان يتحدث اللاتينية بلكنة أمازيغية وأنه عاش قبل قدوم الإسلام إلى المنطقة. أما المخرج السينمائي رشيد بلحاج فتحدث عن مشروعه الذي لم ير النور حول إنجاز فيلم عن القديس اوغسطين، كما تناول وبإسهاب علاقة القديس بالموسيقى فقال إن القديس أراد أن ينظرّ هذا ”العلم” الذي كان موجودا في الحياة اليومية للمواطنين في تلك الفترة الزمنية، كما كان يمرر رسائله عبر الأغاني والموسيقى التي كانت تٌقدم في كنيسته. وأضاف المخرج أنه التقى بشخصيات من روما، حيث يقطن، التي اندهشت من اهتمامه بالقديس معتقدة أنه ينتمي إلى حضارتهم، ليرد عليهم رشيد بأن القديس اوغسطين هو ابن سوق اهراس، إذن هو جزائري. وأشار المخرج إلى أن القديس اوغسطين عاش في زمن طُبق فيه مفهوم الديمقراطية مثل الحوار والنقاش أثناء المنازعات وكان ذلك يتم في الحمامات أو الكنائس، كما درس علم البلاغة في قرطاج، وأصبح مسيحيا فيما بعد وكتب أول سيرة ذاتية مستعملا كلمة ”أنا”، كما أسس أول دير كما كتب الكثير من الكتب بقي منها 253 كتابا علاوة على الرسائل الكثيرة التي تناول فيها عدة مواضيع من بينها رفضه لسياسة الحكم بالإعدام. من جهته، حث السيد مزياني على الاهتمام بكل أطياف التراث الجزائري وعدم الاقتصار على فترة الفتوحات الإسلامية إلى اليوم وتجاهل الحقبات التي مرت بها الجزائر قبل ذلك، مضيفا أن المواطن الجزائري لا يزور المتاحف بصفة كبيرة لأنه لا يعتبر أن ما تحتفظ به هذه الفضاءات جزء من هويته وتاريخه، وأضاف أنه يهتم مع فرقته الموسيقية بالتراث الموسيقي الجزائري بكل أنواعه مقدما مثالا بالموسيقى المسيحية وتلك التي تطرق إليها كتاب القديس أوغسطين الذي ولد سنة 354 ميلادي، معتبرا أن من الجزائريين من كانوا قبل الفتوحات الإسلامية يهودا ونصارى وحان الأوان ليتصالح الجزائري مع نفسه. وطالب مزياني بضرورة تسجيل التراث الجزائري، حيث قال إن المغاربة سجلوا أقساما من هذا التراث تحت تسمية ”التراث المغربي”، بالمقابل اعتبر أن الموسيقى فن ارتبط بالدين، حيث كان العديد من الأئمة ومن بينهم والده أئمة وفي نفس الوقت من محبي الموسيقى ليؤكد أن المساجد أنقدت الموسيقى في القرن 17. أما سحنون فتطرق إلى أهمية الموسيقى في عالمنا وقال إن الموسيقى تُعرف أنها فن تركيب أصوات تمتع الأذن، مضيفا أن الموسيقى لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة والقديس أوغسطين تناولها بإسهاب.