لقي الأدب الكلاسيكي في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، رواجا كبيرا خاصة من الشباب ويأتي في مقدّمته الأدب الروسي الذي يحافظ على هذه الريادة من زمن طويل وقد لا يزعزعه فيه أحد.."المساء" تواصلت مع دور نشر تهتم كثيرا بنشر الأدب الكلاسيكي وهي دار نشر الاختلاف والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية والدار المصرية "آفاق" فكان هذا الموضوع. قال الأستاذ فاضل زاكور ممثل جناح المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية بسيلا 2024 ل«المساء"، إنّ "إيناغ" أسّست في سنوات الثمانينات مجموعة "أنيس" التي لقيت وماتزال استحسانا كبيرا، باعتبار أن أعدادا منها موجودة في المخزن وتتراوح أسعارها من 30 إلى 100 دينار. كما جُدّدت السلسلة بأخرى تمسّ اليافعين تحت اسم "مجموعة إينيفارساليا" تضمّ مجموعة من القصص والكلاسيكيات سهلة القراءة ومشوّقة، يأتي في مقدّمتها الأدب الروسي بالأخصّ كتب دوستفسكي الخالدة. واعتبر فاضل أنّ الكلاسيكيات يحبّ تصفحها جميع القراء باختلافاتهم، كبارا وصغارا، كما نجد مقولات كُتابها بالأخص دوستفسكي في صفحات التواصل الاجتماعي، وتمثّل أيضا نقطة التقاء بين مختلف الأجيال.تحدّثت مديرة نشر "الاختلاف"، الأستاذة آسيا موساوي ل«المساء" عن اهتمام الدار منذ ست سنوات بالأدب الكلاسيكي بالأخصّ أعمال الكاتبين الروسيين دوستفسكي وتولستوي، استجابة لرغبة السوق، تحديدا الشباب المهتم جدا بهذه الأعمال الخالدة ذات القيمة الجيّدة، مطالبة في السياق نفسه بضرورة إجبار طلبة الثانوية على قراءة هذه الأعمال، مثلما يحدث في الدول المتطوّرة، حتى يصل إلى الجامعة بزاد أدبي راق.وتابعت أنّ شبابنا يقبل على مثل هذه الأعمال رغم وجود مختلف الطبعات والترجمات، مشيرة إلى أنّ الاختلاف هي ربما الدار الجزائرية الوحيدة التي تهتم بهذا النوع من الأدب، وتنشره لأهميته في تنمية الذائقة الأدبية وخلق وعي لدى القرّاء جميعهم، فهو أدب جماهيري وعالمي في آن واحد، وعلى رأسه الأدب الروسي الذي لا يحتاج إلى دعاية فهو أدب خالد لا محالة. كما أنّ أيّ قارئ إذا أراد أن يكون له مستوى عالمي يجب عليه الاطلاع على هذا النوع من الأدب ثم بعدها يمكن له أن يتوجّه إلى الأدب المعاصر، تضيف موساي. من جهته، أشار الأستاذ محمود سيد مدير دار نشر "آفاق" في حديثه ل«المساء" إلى إقبال القارئ الجزائري على شراء الأدب الكلاسيكي بشكل كبير، خاصة وأنّ الدار تنشر سلسلات هذا الأدب كاملة بدون نقصان حتى ولو تطلب الأمر طبع عدّة أجزاء، وبالتالي يجد القارئ الجزائري ضالته التي تترجم الأعمال من اللغة الأصلية للكتاب إلى اللغة العربية مثل النصوص الروسية والاسبانية والألمانية والانجليزية.