انطلقت، أمس، بالمكتبة الوطنية فعاليات الملتقى الوطني "أدب المقاومة في الجزائر.. الثقافة في مواجهة الخطاب الكولونيالي" من تنظيم المركز الوطني للكتاب، وذلك في إطار الاحتفاء بالذكرى السبعين للثورة التحريرية، حيث عرض المشاركون مختلف الكتابات التي قاومت الدعاية والأطروحة الاستعمارية من خلال تبني منهج نقدي ما بعد الكولنيالي حطم أسطورة تفوق المستعمر. وقف الأستاذ التيجاني هامة ممثلا عن وزارة الثقافة أمام أهمية هذا اللقاء العلمي الذي يسلط الضوء على جوانب مهمة من تاريخنا الوطني، مستعرضا بالمناسبة كتابات برحال. في كلمته الترحيبية، أشار الدكتور جمال يحياوي مدير المركز الوطني للكتاب إلى أن التركيز في السابق كان أكثر على المقاومة العسكرية، وبالتالي جاء الاهتمام ببعد آخر للمقاومة لا يقل أهمية ويخص البعد الثقافي للمقاومة والحاجة إليه اليوم لمواجهة الخطاب الجديد للكولونيالية وما هو مطروح من صراع الهوية والثقافة، مؤكدا أن الملتقى فاتحة لملتقيات أخرى قادمة، ومشيرا أيضا إلى أن المؤرخين اليوم في مواجهة مع الأدب النيوكلونيالي والترويج لثقافة العولمة من أجل الإعداد للتطبيع الثقافي. أما الدكتور حبيب مونسي من جامعة سيدي بلعباس فتوقف عند مسألة الثقافات التي تخوض اليوم المقاومة الثقافية لترفع رأسها وتقدم نموذجا للإنسان ، وتواجه الأنا المتمركزة في الخطاب الكولونيالي التي تفرض الهيمنة. وترأس الجلسة العلمية الأولى رئيس اللجنة العلمية للملتقى الدكتور عبد الحميد هيمة، الذي أكد أن الجزائر خلال احتلالها الطويل لم تقتصر مقاومتها على السلاح، حيث تجسد هذا البعد المقاوم عبر الكثير من الكتابات الإبداعية والتاريخية والفلسفية التي قامت على رفض المقولات الاستعمارية الفرنسية، ونفي الصورة النمطية التي أراد الاستعمار فرضها على الشعب الجزائري المستعمر، واستبدالها بصورة أخرى تبرز الواقع المعيش. بدوره تناول الدكتور وحيد بن بوعزيز ما بعد الكولونيالية داعيا إلى تجاوز القراءة الايديولجية الصرفة وقد اعتمد بالمناسبة على المفكرين فرانس فانون ومالك بن نبي.