تواصلت، أمس، بمركز المؤتمرات عبد اللطيف رحال أشغال الملتقى الدولي الموسوم «المقاومة الثقافية في الجزائر خلال الثورة التحريرية»، تحت شعار «نضال من أجل التحرر»، بتنشيط محاضرات، شدد خلالها المتدخلون على ضرورة التمسك بالنهج المقاوم كسبيل وحيد لتحصين وعي الشعوب من تيارات الفكر الاستعماري الجديد. تناولت الدكتورة حياة مختار أم السعد في مداخلتها، الموسومة «أدب الرسائل وقضية التعذيب: قراءة في رسائل شارلوت ديلبو»، الثورة الجزائرية من خلال عيون المثقفين الفرنسيين الذين كانوا ضد السياسة الاستعمارية والذين دفعتهم إنسانيتهم وحبهم لوطنهم والقضايا العادلة لأن يكونوا صرحاء في تجريم السياسة الاستعمارية ووحشيتها في التعامل مع القضية الجزائرية». وأشارت إلى أن الرسائل التي جمعتها شارلوت ديلبو هي أكثر من 151 رسالة، وكل رسالة تفتح تاريخا موجعا؛ تاريخ ما تعرض له هذا الشعب من تصفية عرقية. بدوره تناول الدكتور وحيد بن بوعزيز في مداخلته، شخصية بارزة وضعت بصماتها في تاريخ الثقافة الجزائرية وخاصة في ثقافة المقاومة، وهي الطبيبة والمحللة النفسانية أليس شرقي، وقال إن «هذه الشخصية تأثرت كثيرا بفرانس فانون، وكتبت كتابا عنه وتأثرت بأفكاره. وتحدث بن بوعزيز عن كتابها المهم «مذكرات مفارقة في الزمن» وهي مذكرات تجمع بين اليوميات والرسائل والفلاش باك، وتصلح أن تكون شهادة تاريخية ذكرت فيها كيفية التحاقها بصفوف جبهة التحرير الوطني وكيف كانت تكون الأطباء الجدد لتمريض المجاهدين في الجبال... على هامش الملتقى، صرح لنا الدكتور عبد الحميد هيمة قائلا: «كما هو معلوم، قدمت الجزائر للعالم ثورة عالمية اعترف بها العدو قبل الصديق، وهذه الثورة لم تكن ثورة بالسلاح وإنما كانت ثورة شاملة قدمت للإنسانية وأسهمت في الفكر الإنساني.. على الرغم مما قُدم من كتابات ودراسات حول موضوع الثورة، إلا أننا مازلنا مقصرين في حق هذه الثورة ولم نستطع أن نصور هذه الثورة إبداعيا وجماليا. لا ننكر أن هناك أعمالا جيدة لكن مازالت هذه الأعمال دون مستوى عبقرية هذه الثورة وعظمتها».