أكّدت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، أنّ المواقع الثقافية التي منحتها صفة "الحماية المعزّزة" في لبنان، باتت تتمتّع بأعلى مستوى من الحماية من الهجمات والاستخدامات العسكرية، محذّرة من أنّ أيّ انتهاك لهذه القواعد يُعد "خرقا خطيرا" لاتفاقية لاهاي لسنة 1954. وقد يُفضي إلى الملاحقة القانونية. قالت أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو في تصريح نشره الموقع الإلكتروني للمنظمة، إنّ "ثمة تعاوناً وثيقا وقديما يربط اليونسكو بلبنان. ولن ندخر جهداً لتقديم كل الخبرة والمساعدة اللازمتين لحماية تراث لبنان الاستثنائي". ودعت "اليونسكو" في 30 أكتوبر الماضي، بناء على طلب من السلطات اللبنانية، إلى عقد جلسة استثنائية للجنة حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح. واجتمعت اللجنة يوم الإثنين الماضي، في مقر المنظمة في باريس. وخلصت إلى إدراج 34 ممتلكاً ثقافياً لبنانياً بصورة مؤقتة، في قائمة الممتلكات الثقافية المشمولة بالحماية المعزّزة، بما في ذلك موقعا "بعلبك" و«صور" المدرجين في قائمة التراث العالمي، وهما يقعان بالقرب من مناطق سُجلت فيها ضربات في الآونة الأخيرة. وينطوي منح الممتلكات الثقافية الحماية المعززة، على تقديم المساعدة التقنية والمالية؛ لتعزيز الحماية القانونية، وتوقع المخاطر وإدارتها، بالإضافة إلى تدريب مديري المواقع في هذا المجال. ويساهم أيضاً في تنبيه المجتمع الدولي بأسره، إلى ضرورة حماية هذه المواقع بصورة طارئة. ومن شأن هذا القرار أن يؤدي دوراً تكميلياً للإجراءات التي اتّخذتها "اليونسكو" خلال الأسابيع الأخيرة لحماية التراث الثقافي في لبنان. ومنذ بداية العدوان على لبنان، ظلت "اليونسكو" على اتصال وثيق بمديري المواقع، والعاملين في مجال الثقافة، والسلطات اللبنانية. وقدّمت دعمها لتحديد الإجراءات الطارئة، وجرد مجموعات المتاحف، ونقل وتخزين المصنفات التي يمكن نقلها في أماكن آمنة أخرى في لبنان. وتراقب "اليونسكو" أيضاً المواقع التاريخية والتراثية عبر الأقمار الصناعية لتقييم حالة صونها، ورصد الأضرار المحتملة بالشراكة مع مركز الأممالمتحدة، المعنيّ بالأقمار الصناعية. وكان وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، القاضي محمد وسام المرتضى، أعلن أن منظمة اليونسكو قررت منح "الحماية المعزّزة" ضدّ العدوان الصهيوني لأربعة وثلاثين موقعا أثريا لبنانيا، بناء على طلب وزارة الثقافة. وضمّت اللائحة العديد من المواقع الأثرية؛ منها: المتحف الوطني في بيروت، ومتحف سرسق، وموقع عنجر الأثري، وجسر جنب جنين الروماني، ومواقع مدينة صور، ومواقع راس العين، وقلعة شقيف أرنون، وقلعة شقرا، وقلعة دير كيفا، وموقع الجية الأثري، ومواقع صيدا الأثرية، ومواقع بعلبك الأثرية، ومعرض رشيد كرامي الدولي.