أكد الوفد الجزائري المشارك في الدورة 16 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر بالعاصمة السعودية الرياض، التزام الجزائر بدعم كل المبادرات الرامية إلى مكافحة هذه الظاهرة، واسترجاع الأراضي، والتكيف مع الجفاف، مبرزا المقاربة المستحدثة التي تبنّاها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لمواجهة هذه الأشكال المتزايدة للاختلال البيئي. جاء ذلك في مداخلة الوفد الجزائري خلال مشاركته في أشغال الدورة الموسومة ب "أرضنا مستقبلنا" ؛ حيث أكد على التزام الجزائر بدعم كل المبادرات الرامية إلى مكافحة التصحر، واسترجاع الأراضي، والتكيف مع الجفاف، داعيا إلى اعتماد مقاربة شاملة لتعزيز قدرة الدول الأطراف على الصمود؛ من خلال القيام بالاستثمارات اللازمة لتحسين الإدارة المستدامة للأراضي، وتقوية وإعادة تأهيل النظم الإيكولوجية، وهو الأمر الذي يتطلب - كما قال - "مضاعفة الدعم المالي والتقني للبلدان المتضررة، لا سيما في القارة الإفريقية". وفي هذا الإطار، أطلع الوفد الجزائري المشاركين على المقاربة المستحدثة التي تبنّاها رئيس الجمهورية، لمواجهة هذه الأشكال المتزايدة للاختلال البيئي، التي يُعد مشروع إعادة تأهيل السد الأخضر، أحد أهم محاورها. وهو المشروع الذي تمت صياغته وفق منظور متكامل، يراعي الأبعاد الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية على حد سواء. وأبرز الوفد الجزائري الجهود التي تبذلها الدولة الجزائرية لإعادة تأهيل الأنظمة الغابية، وتوسيع المستثمرات الفلاحية؛ بغرس الأشجار المقاومة للجفاف والمتكيفة مع طبيعة الأراضي والظروف المناخية المتغيرة، وإعادة تأهيل المناطق السهبية التي تشكل معظم مساحة السد الأخضر؛ من خلال البرامج السنوية التي يتم إنجازها، والرامية إلى تخفيف الزوابع الرملية، وتثبيت الكثبان الرملية في المناطق السهبية والجنوبية للبلاد. كما ناقش الوفد تبنّي الجزائر مقاربة استباقية للتعامل مع معضلة الجفاف؛ من خلال الاستثمار في مشاريع الإدارة المستدامة للمياه، لا سيما إنشاء العديد من محطات تحلية مياه البحر، والمعالجة الثلاثية للمياه المستعملة، مع تحسيس السكان بأهمية الحفاظ على الموارد المائية، وهو ما سمح للجزائر بالاستجابة بشكل فعال، للاحتياجات الوطنية من المياه. وفي مداخلته خلال الحوار الوزاري رفيع المستوى حول مقاومة الجفاف، أكد الوفد الجزائري أن "ظاهرة الجفاف تعرف وتيرة وقوة متزايدة في جميع أنحاء العالم، والتي زاد تغير المناخ وتدهور الأراضي من حدتها"، منبها إلى الآثار السلبية للجفاف على العديد من البلدان؛ على غرار الجزائر التي تقع في المنطقة القاحلة وشبه القاحلة من العالم. كما رافع الوفد لصالح إبرام بروتكول أممي حول الجفاف، تحت مظلة اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر؛ بغية التعامل مع حجم ونطاق ظاهرة الجفاف بطريقة شمولية، والحد من آثارها. ويشار إلى أن تدهور الأراضي يصل إلى 40 ٪ من أراضي العالم، وما يقرب من نصف سكان العالم. وتطول تأثيراته حياة أكثر من 3.2 ملايير شخص، وفقا لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر. وتشير البيانات إلى أن هناك حاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، خاصة في ظل تفاقم الآثار الناجمة عن تدهور الأراضي، والتصحر، والجفاف. ففي كل عام، تتدهور مساحات تصل إلى 100 مليون هكتار من الأراضي، استنادا إلى اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر. ويناقش المشاركون خلال الدورة 16 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر التي تصادف الذكرى الثلاثين لإبرام الاتفاقية والتي تنعقد من 2 إلى 13 ديسمبر الجاري، عدة محاور تصب في سبيل الدفع قدما بالعمل متعدد الأطراف بشأن تدهور الأراضي، والجفاف والتصحر. وستشكل الدورة فرصة لإجراء تقييم منتصف المدة للإطار الاستراتيجي 2018 - 2030 للاتفاقية؛ للوقوف على ما تم إحرازه من تقدم، والخروج بقرارات وتدابير قوية ومنسقة للتصدي لتدهور الأراضي، والجفاف، والتصحر، والحد من خطورتها، وتداعياتها على تحقيق التنمية المستدامة.