دعا المختصون في علم النفس الأولياءَ قبل ظهور النتائج الدراسية الخاصة بالفصل الأول لأبنائهم بعد انقضاء مرحلة الاختبارات، إلى التعامل معهم بحكمة، والبحث في الأسباب التي ربما جعلت بعضهم يتعثر في تحصيل نتائج جيدة، ومحاولة استدراكها، والابتعاد، قدر الإمكان، عن التعامل معهم بعصبية أو عنف؛ تجنبا لما يمكن أن يحدث؛ كهروب الأبناء من المنازل؛ خوفا من عتاب الأولياء، أو رفض العودة إلى المدرسة والنفور من الدراسة. وحسب المختصة في علم النفس العيادي البروفيسور آمال بن عبد الرحمان، على الأمهات تحديدا، البحث عن أسباب التعثر، ومحاولة معالجتها عوض توجيه اللوم والعقاب؛ لحماية الأبناء من الصدمة. واحدة من أهم النتائج السلبية التي يمكن أن تنجم عن التعامل الخاطئ مع الأبناء الذين تعثروا في الاختبارات الفصلية الأولى ولم يوفَّقوا في تحصيل علامات جيدة في بعض المواد أو أغلبها، حسب المختصة في علم النفس العيادي البروفيسور آمال بن عبد الرحمان، الصدمة النفسية التي يمكن أن يتعرض لها التلميذ نتيجة ضعف علاماته من جهة، وخوفه من ردة فعل الأولياء، خاصة إن كان الجهد المبذول معه خلال فترة الاختبار، كبيرا؛ من حيث تكاليف الدروس الخصوصية، والمراجعة المكثفة له، مشيرة إلى أن المطلوب من الأولياء عقب صدور النتائج، التريّث، ومحاولة فهم الأسباب التي جعلت ابنهم يحصل على نتائج دون المستوى المطلوب في بعض المواد، وتجنب كل محاولات لومه أو عقابه؛ لحمايته من الوقوع في مشاعر الكره، والنفور من الدراسة ككل. مرحلة صدور النتائج هامة جدا أيضاً وحسب المختصة في علم النفس العيادي، فإن ما يجب أن يعرفه الأولياء، أن قدرات التلاميذ تختلف عن بعضها البعض، وأنَّ هناك أنواعا مختلفة من الذكاء؛ إذ نجد الذكاء الرياضي، والذكاء الاجتماعي، والذكاء الحسابي، وغيرها من الأنواع، وبالتالي قد يتوفر في التلميذ نوع من الذكاء لا يخدم مادة معيّنة؛ فنجد أن الطفل ينفر من تلك المادة؛ لأن قدراته لا تستجيب معها، وبالتالي تكون النتائج غير مرضية. وأردفت المتحدثة: "لذا أعتقد أن فهم الأولياء هذه المسألة وحدها، يكفي ليكونوا متفهمين، ويعملوا على مرافقة ابنهم في استدراك النقائص المسجلة، مع التحفيز حتى وإن كان ضعيفا؛ على الأقل حتى لا ينفر من الدراسة ". وفي السياق، أوضحت المختصة: " إن كانت مرحلة الاختبار مرحلة هامة في مرافقة الأولياء لأبنائهم، فإن مرحلة ما بعد صدور نتائج الامتحانات هامة أيضا؛ لأنها مفصلية في الدفع بالتلميذ إلى المواصلة، أو النفور، وعدم الرغبة في متابعة الدراسة ". وحسبها، فإن أحسن طريقة في التعامل هي الاطلاع على النتائج، وتركه يقدم وحده تفسيرات عن الأسباب التي جعلته يتعثر في مواد دون أخرى، مشيرة إلى أن التواصل بين الأولياء والأبناء بعد الاختبارات، غاية في الأهمية؛ لمعرفة الأسباب التي قد تكون وراء عدم تحصيل نتائج جيدة؛ كرفض طريقة تدريس المعلم، أو الانشغال بالألعاب الإلكترونية، أو عدم إعطاء المادة الاهتمامَ اللازم وغيرها. ولاحظت من خلال تواصلها مع أولياء التلاميذ وتحديدا الأمهات في الجلسات النفسية، أن "الأمهات لم يعد لديهن القدرة على الصبر. وأصبحت طاقة التحمل لديهن أقل من المطلوب؛ لذا يرفضن تقبُّل بعض النتائج، وتكون ردة فعلهن عنيفة؛ الأمر الذي يفرض عليهن أن يعالجن أنفسهن أوّلا قبل أن يلتفتن إلى أبنائهن؛ حتى لا يُسئن إليهم". وقالت المختصة النفسانية: " أهم نصيحة يجب أن نقدمها للأم، أن عليها بالاقتناع بأنها ليست التلميذ الذي يدرس، وإنما ابنها هو من يتعلم، وبالتالي لا بد أن تتعلم كيفية تسيير الأدوار بينها وبين ابنها، وأن تفهم أن دورها هو المرافقة، وأن هذا الابن لا بد أن يتعلم كيف يتحمل مسؤولياته، ويعبّر عن نقائصه، لتقوم هي بمساعدته على تجاوزها، وأن تقتنع بأن النتائج المحققة لا تعني أنها فشلت في مرافقته، وإنما هناك أسباب حالت دون الوصول إلى المطلوب، تحتاج إلى البحث فيها ". وفي الختام، أشارت المختصة إلى أن التحفيز على النجاح يبقى أمرا هاما، ومرافقة ودعم المتوسط والضعيف، ضرورة لإحداث التوازن النفسي في الأبناء ككل.