شرعت الأسر الجزائرية تزامنا وبدء بعض المعاصر في بيع زيت الزيتون مباشرة للمستهلكين، في اقتناء حاجتها من هذا الغذاء الطبيعي الصحي، وتخزينه. غير أنها اصطدمت، هذه السنة، بالارتفاع الكبير المسجل في سعره، والذي فاق 1400 دج للتر الواحد، بينما بلغ في ولايات أخرى مثل بومرداس، 1500 دج، و في ولاية جيجل قفز سعر اللتر الواحد إلى 1800 دج، حسبما أكد بعض المواطنين؛ الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى التقليل من الكمية، والاكتفاء بشراء أقل من حاجتهم. شراء زيت الزيتون والعسل الحر بغية استعمالهما لأغراض علاجية وأخرى غذائية، من التقاليد التي دأبت عليها الأسر الجزائرية، وتوارثتها عبر الأجيال؛ إذ لا يكاد يخلو منزل من وجود هذين الغذاءين، إلا أن العامل المشترك بينهما هو السعر الذي تحوّل إلى هاجس حقيقي لدى الكثير من الأسر، التي أعربت عن أسفها؛ لكون هذا المنتوج المحلي الوطني في غير المتناوَل. "المساء" اقتربت من إحدى المعاصر التي تفتح أبوابها كل سنة؛ بهدف بيع زيت الزيتون من المعصرة مباشرة إلى المواطنين. ولاحظت أن الإقبال على اقتناء هذا الغذاء الصحي موجود رغم الغلاء الكبير المسجل، حسبما كشفت عنه سيدة ستينية من ولاية البليدة، أشارت في معرض حديثها، إلى أن شراء الزيت من المعصرة تقليد تقوم به سنويا، لكن الارتفاع الكبير، حسبها، في السعر، أثر على الكمية التي اعتادت على شرائها، مشيرة إلى أنها اقتنت السنة الماضية، خمسة لترات من زيت الزيتون بسعر 900 دج للتر الواحد، أما هذه السنة فقد فوجئت بارتفاع السعر إلى 1400دج. وحسبها فإن الارتفاع الكبير في السعر جعلها تُنقص من الكمية إلى لترين فقط، معربة عن أسفها الشديد، خاصة أنها تستعمله في العلاج من العديد من أمراض الشتاء. كما تستعمله في تحضير بعض الوجبات التقليدية؛ مثل طبق الحمامة. وهو ذات الانطباع الذي لمسناه من سيدة أخرى، أكدت في معرض حديثها، أنها اقتنت خمسة لترات ب 7000 دج. وعلى الرغم من ارتفاع سعره، إلا أنها تحتاج إليه؛ لأنها تستعمله في تحضير كل وجباتها عوض الزيت الصناعي، لافتة في السياق، إلى أن السعر كان يمكن أن يرتفع أكثر لو أنها اشترته من المحلات؛ لذا تفضّل الشراء من المعصرة؛ على الأقل لتضمن أنه غير مغشوش. وكذلك قال عدد كبير من المواطنين الذين قصدوا معصرة أودالي جمال ببلدية وادي جر غرب ولاية البليدة من أجل الشراء، حيث عبّروا عن أسفهم للارتفاع الجنوني في سعر الزيت؛ الأمر الذي حتّم عليهم مراجعة الكمية التي يتم شراؤها، واختزالها إلى النصف. قلّة الإنتاج رفعت أسعار الزيت لمعرفة أسباب هذا الارتفاع الكبير في سعر زيت الزيتون على مستوى المعاصر ما يعني أن أسعاره يمكن أن تصل إلى الضعف بالمحلات، تحدثت "المساء" مع صاحب معصرة عمي جمال أودالي، الذي لديه خبرة طويلة في عصر الزيتون بحكم أنه من سكان بلاد القبائل المشهورة بإنتاج زيت الزيتون؛ قال٬ " أول الأسباب التي جعلت سعر زيت الزيتون يرتفع مقارنة بالسنة الماضية، قلة الأمطار، التي أثرت على الإنتاج"، مشيرا إلى أن الإنتاج هذه السنة في حبة الزيتون، تراجع بنسبة 70 ٪، ولافتا في السياق، إلى أن معاصر الزيتون في السنوات الماضية، كانت تشتري الزيتون الذي يتم جنيه من الجبال، من العمال الموسميين، ب 7 آلاف دج للقنطار الواحد. أما هذه السنة بالنظر إلى قلة الإنتاج، فتم اقتناء القنطار الواحد من الزيتون، ب 10 آلاف دينار للقنطار الواحد؛ الأمر الذي أثر بشكل مباشر، على سعر زيت الزيتون. من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن من بين الأسباب التي جعلت أيضا سعر زيت الزيتون يرتفع، قلة اليد العاملة التي تقوم بجني الزيتون من جبال البليدة والمدية وعين الدفلى، وحتى تيبازة؛ الأمر الذي أثر، أيضا، على كمية الزيت التي يتم عصرها، لافتا في السياق، إلى أن السعر يعرف ارتفاعا في جل ولايات الوطن بالنظر إلى التراجع المسجل في الإنتاج هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية التي كان فيها الإنتاج أفضل، ومشيرا إلى أن رغم ارتفاع السعر إلا أن الإقبال على الشراء من المواطنين، كبير، ولكن بكميات قليلة، مرجعا سر الإقبال إلى الثقة الموجودة في المعاصر؛ إذ يحب، دائما، المواطن اقتناء حاجته من الزيت من المعصرة مباشرة، ليكون على يقين بأن ما يشتريه من زيت غير مغشوش.