بعد أن اعتادت معدة الصائم طيلة ثلاثين يوما من شهر رمضان على نظام غذائي معين يبدأ بعد أذان المغرب لينتهي بوجبة السحور، ها هو ذا عيد الفطر يحل علينا من جديد، معلنا عن ضرورة إعادة تغير النظام الغذائي وعودته إلى طبيعته الأولى، ولأنه لا بد من التغيير يتعرض بعض المواطنين لبعض التعقيدات الصحية نتيجة الإقبال على الأكل والشرب بلهفة كبيرة دون الأخذ بعين الاعتبار ضرورة التأني والحذر عند الانتقال من مرحلة الصيام إلى الإفطار. بانتهاء رمضان يواجه بعض المواطنين من شرائح عمرية مختلفة، بعض الصعوبات والمشاكل الصحية بسبب عدم تقبل المعدة للنظام الغذائي الجديد، ويزداد الأمر سوءا عندما يقوم الشخص بالخلط في الوجبات بالأكل في كل وقت أو الإكثار من الحلويات التي تزين بها موائد كل العائلات الجزائرية صبيحة العيد، ولمعرفة ما ينبغي مراعاته بعد رمضان، اتصلت "المساء" بالدكتور محمد كريم حمودي طبيب منسق بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببوزريعة، وحول هذا الموضوع قال »من المفترض أن لا يطرح تغيير النظام الغذائي بعد العيد أي إشكال، لان الوجبات الغذائية في الأيام العادية منظمة أو يكفي للمواطن أن يحترم توقيتها فقط وان لا يكثر من الأكل، وحسب رأيي، فالمشكل الكبير كان في رمضان، حيث يقبل الصائم على تناول مجموعة من الأطباق الدسمة في وقت واحد، مما يؤثر على المعدة، وقد استقبلنا العديد من هذه الحالات خلال رمضان بقسم الاستعجالات، ولكن مع هذا ينبغي أن ننبه المواطن بعد عيد الفطر، إلى ضرورة التأني في الانتقال من مرحلة الصيام إلى مرحلة الافطار، وذلك من خلال الإقبال على الأكل بصورة متدرجة، خاصة في الأيام الأولى للعيد« . وينبه المتحدث إلى أمر يعتبره خطيرا على صحة المستهلك، حيث يقول » في السنوات الأخيرة انتشرت ظاهرة الشواء عشية عيد الفطر كشوي "المرقاز "، ونلاحظ أن إقبال الشباب بما في ذلك الأطفال كبير على شراء مثل هذه الوجبات، التي اقل ما يقال عنها أنها غير صالحة للاستهلاك ولا يعلم حتى مصدرها والتي توصل المواطن إلى قسم الاستعجالات وقد تبقيه حبيس المستشفى لعدة أيام«. الحيطة والحذر لأصحاب الأمراض المزمنة نبه الدكتور حمودي إلى ضرورة اهتمام بعض المرضى من الذين كانوا يصومون، إلى وجوب مراقبة نظامهم الغذائي بعد العيد، حيث قال » هناك بعض المرضى مثل مرضى السكري ومرضى ارتفاع ضغط الدم من الذين أجاز لهم الطبيب الصيام في شهر رمضان، حيث يتناولون دواءهم بعد الإفطار وخلال وجبة السحور، ولأن جسم المريض ألف هذا النظام العلاجي، لذا فإنه عقب العيد يبدأ في تناوله عند الصباح وبعد وجبة الغداء، لذا لا بد أن يحرص على مراقبة صحته على الأقل في الأيام الأولى بعد رمضان وان لا يفرط في تناول الوجبات الغذائية بصورة عشوائية، حتى يعاود جسمه التكيف مع الوضع الجديد وحتى لا يتعرض لأي نوع من الأزمات الصحية« .