تعاني 160 عائلة تقطن بالحي القصديري بسيساوي الأعلى بأرض "الشيخ لفقون" بولاية قسنطينة، ظروفا قاسية، وسط تجاهل تام من قبل السلطات المحلية لمطالبهم المتكررة. يعيش هؤلاء السكان الذين لا يبعد حيهم سوى بكيلومترات قليلة عن وسط المدينة، حالة من البؤس الأقصى؛ حيث تحدّث المشتكون إلى "المساء" عن معاناتهم ورحلة البحث اليومية عن قارورات غاز البوتان؛ في مشهد يتكرّر خاصة في فصل الشتاء؛ إذ يعانون من عدم توصيل الغاز الطبيعي إلى منازلهم؛ ما يرهقهم ماليا وجسديا، معبرين عن استيائهم البالغ من هذا الوضع. وأكّدوا أنّ العديد منهم يضطرون للوقوف في طوابير طويلة تحت الأمطار والبرد القارس، للحصول على قارورة واحدة. وتطرق سكان الحي على لسان رئيس جمعية "سي الحوايج" أحمد بوربيع، للطرق المهترئة، التي تتحوّل إلى برك مائية مع أولى قطرات الأمطار؛ ما يجعل التنقّل داخل الحي مهمة شاقة وصعبة، خاصة أنها لم تشهد أيّ تحسينات منذ سنوات. وتسببت في إعاقة حركة السيارات، وعدم وصول وسائل النقل إلى الحي؛ بسبب طرقه المهترئة والترابية، مؤكدين أن كبار السن يجدون صعوبة كبيرة في الخروج من منازلهم مع الحالة المزرية للطرق. وأثار المشتكون أيضا مشكل انتشار النفايات في كل مكان، والتي حوّلت الحي إلى مكبّ لكل أنواع القمامة. وتسببت في انتشار الروائح الكريهة، والحشرات، والحيوانات الضالة؛ ما يهدد صحة السكان وأطفالهم، خاصة أنّ هذا الوضع أدى إلى زيادة حالات الإصابة بالأمراض المزمنة، خاصة بين الأطفال وكبار السن. وأشار السكان إلى زيادة ملحوظة في حالات الحساسية والربو. وأضاف رئيس الجمعية أنّ معاناة السكان تمتد إلى أطفالهم، الذين يضطرون لقطع مسافات طويلة تصل إلى كيلومترات للوصول إلى مدارسهم، عبر طرق خطرة ومليئة بالحفر؛ حيث عبّر الأولياء عن قلقهم الكبير من تعرّض أطفالهم لحوادث مرور، خاصة عند عبورهم خطوط السكة الحديدية، مؤكدين أنّ أبناءهم يعانون يوميا، من مشقة التنقل، خاصة في فصل الشتاء للالتحاق بالمدارس؛ ما يؤثر سلبا على تحصيلهم العلمي. وأشار سكان الحي القصديري بأرض "الشيخ لفقون"، إلى أنّ غياب مياه الشرب عن حنفيات منازلهم، يزيد من معاناتهم؛ إذ يضطرون لشراء المياه من مصادر بعيدة، وهو ما يزيد من تكاليف الحياة رغم الشكاوى المتكررة للسلطات المحلية، إلا أن هذا الوضع لم يتحسن؛ ما دفع بالكثير منهم إلى التعبير عن إحباطهم وغضبهم من هذا التجاهل المستمر. وفي ظل هذه الظروف القاسية، يناشد سكان الحي القصديري بسيساوي الأعلى والذي يضم 160 عائلة، السلطات المحلية للتحرك العاجل بترحيلهم إلى مناطق سكنية أكثر أمانا، وتوفير الخدمات الأساسية، مشيرين إلى إحصائهم ضمن برنامج القضاء على السكنات الهشة، إلا أن وعود السلطات لم تتحقق بعد، معبرين عن أملهم في تدخّل سريع، ينهي معاناتهم المستمرة.