يشتكي سكان حي النعجة الصغيرة، المعروف "بالقرية" في منطقة بوالصوف ببلدية قسنطينة، من عدة مشاكل، حولت حياتهم إلى كابوس حقيقي، وفي مقدمتها اهتراء الطرق وغياب الإنارة العمومية، وتدهور شبكات الصرف الصحي على مرأى ومسمع السلطات المحلية، التي لم تحرك ساكنا، حسب المشتكين، لانتشال السكان من الواقع الذي يتجرعون مرارته يوميا. طالب سكان الحي، الذي لا يبعد سوى بعشرات الأمتار عن بلدية قسنطينة الأم، السلطات المحلية بضرورة التدخل من أجل التكفل بانشغالاتهم المطروحة منذ سنوات، خاصة ما تعلق منها بوضعية الطرق المتدهورة، التي تتطلب التهيئة وإعادة التعبيد، لإنهاء متاعب مستعمليها من الراجلين وأصحاب المركبات، حيث أشار المشتكون، إلى أن الطرق المؤدية إلى الحي جد مهترئة، كونها لم تعرف أية عملية تزفيت وإعادة تهيئة منذ سنوات، ما جعلها تشكل هاجسا بالنسبة لمستعمليها، خاصة في فصل الشتاء، فهي تمتلئ بالأوحال وبرك المياه التي يصعب تجاوزها، خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن. وحسب تصريحهم ل«المساء"، فإن هذه الوضعية أثرت سلبا حتى على تنقل الأطفال الصغار إلى المدرسة القرآنية بالحي، رغم قيامهم في السنوات الماضية، بمبادرة جماعية لتعبيد بعض الطرق الداخلية بإمكانياتهم الخاصة. وقد أبدى سكان القرية قلقهم الكبير، بسبب ما وصفوه ب«لامبالاة المسؤولين"، رغم الشكاوى المتكررة التي أودعوها لدى السلطات المعنية، متسائلين عن سبب تأخر تهيئة طرق حيهم، لاسيما بالنسبة للطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى الحي، وإلى الأحياء المجاورة. واستغرب سكان الحي أيضا، لما وصفة ب"سياسة التهميش واللامبالاة" المنتهجة ضدهم، خاصة في مشكل الإنارة العمومية التي أصبح توفيرها من أولى الأولويات التي طالبون بتجسيدها، حيث طرح المشتكون، في سياق حديثهم، المشاكل الكبيرة الناتجة عن غياب هذه الخدمة، كانتشار السرقة والسطو التي أصبحت تؤرقهم وتثير مخاوف العديد منهم، مشيرين في نفس السياق، إلى أن الأعمدة الكهربائية المتواجدة بالحي مجرد ديكور. من جهة أخرى، يطالب السكان ببناء مدرسة ابتدائية لأبنائهم، مؤكدين أنهم يقطعون مسافة طويلة للوصول إلى حي "كناب" وسط بوالصوف، لمزاولة دراستهم، معتبرين أن حافلات النقل العمومي، ساهمت قليلا في التخفيف من مشكلة تنقل أبنائهم المتمدرسين، رغم أنها لا تدخل الحي، بسبب وضعية الطرق المزرية، بل تكتفي بالتوقف في مخرج الحي فقط. وتحدث بعض السكان، عن معاناتهم اليومية مع نقص مياه المشرب، حيث قالوا بأنهم يعتمدون على نقل هذه المادة الأساسية إلى بيوتهم عن طريق الصهاريج التي أثقلت كواهلهم، وهو نفس الحال بالنسبة لاهتراء قنوات الصرف الصحي، التي باتت تشكل خطرا على حياتهم وحياة أطفالهم، بسبب الروائح الكريهة والحشرات الضارة. كما طالب المشتكون، بتوفير عيادة متعددة الخدمات، مشيرين إلى أنهم يضطرون يوميا إلى التنقل نحو حي بوالصوف المجاور، للحصول على أبسط الخدمات، فيما ناشد السكان والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، زيارة حيهم والوقوف شخصيا على مشاكلهم، لإيجاد حلول استعجالية لها، كباقي الأحياء الأخرى.