احتضن مركز محاكاة جراحة القلب، بالمستشفى الجامعي "فرانس فانون" بولاية البليدة، فعاليات الدورة التكوينية الوطنية الأولى من نوعها، حول التكوين بالمحاكاة في جراحة القلب، مؤخرا، باستعمال قلوب الحيوانات، وحسب البروفيسور محمد دبياش، رئيس مصلحة جراحة القلب ورئيس مركز المحاكاة بالبليدة، ورئيس قسم مركز قسم المحاكاة بشمال إفريقيا، فإن الجامعات تقدم طلبة متخرجين بحاجة إلى مثل هذه الدورات التكوينية، من أجل اكتساب المهارات اللازمة لترقية التكفل بالمصابين بأمراض القلب، ومنه رفع معدل العمليات التي يتم إجراؤها. قال البروفيسور محمد دبياش، رئيس قسم المحاكاة بشمال إفريقيا، في تصرح خص به "المساء"، على هامش فعاليات الدورة التكوينية "إن مركز المحاكاة لجراحة القلب المتواجد بمستشفى فرانس فانون، التابع للجمعية الإفريقية لجراحة القلب والصدر، بالتنسيق مع مركز المحاكاة، التابع لكلية العلوم الطبية بجامعة سعد دحلب، البليدة "1"، أشرف على تنظيم هذه الدورة التكوينية التي عرفت مشاركة نخبة من الأستاذة الجراحين، الذين أشرفوا على تكوين مجموعة من الجراحين الشباب المقيمين في تخصص جراحة القلب"، مردفا: "تعتبر الدورة التكوينية الوطنية الأولى من نوعها، في انتظار تنظيم دورات تكوينية مماثلة"، مشيرا إلى أن الهدف من تنظيم مثل هذه الدورات بالمحاكاة، هو رفع المستوى التقني للجراحين، لتمكينهم من التكفل الأفضل بمرضى جراحة القلب، ومنه مواكبة التطورات المعمول بها في الدول المتقدمة. وحسب البروفيسور دبياش، فإن أهم ميزة لمثل هذه التكوينات بالمحاكاة، أنها تسمح للطبيب بتجريب العملية على قلوب الحيوانات قبل مباشرة العمليات الجراحية لفائدة البشر، لافتا إلى أن الأطباء الجراحين الشباب متواجدون بكثرة، ولكن الإشكال هو قلة المراكز التي تقدم تكوينات، تسمح برفع مستوى الأطباء في هذا النوع من الجراحات. وأوضح البروفيسور: "انطلاقا من هذا، ولربح القوت، تسمح مثل هذه الدورات التكوينية بتمكينهم من التحكم في التقنية، بتجريب الجراحة على قلوب حيوانات، التي تقترب من قلوب البشر، كما يتم أيضا تصنيع قلوب ثلاثية الأبعاد، تقترب من تلك الحقيقية التي تمكن الشاب الجراح من إجراء العملية بكل ثقة، وتساعده أيضا على التحكم في مخاوفه وقلقه، حتى وإن ارتكب بعض الأخطاء، فالأمر جائز، لأنه في مرحلة تجريبية، ما يمكنه من التحكم في العمليات الجراحية، ومنه بلوغ الاحترافية". وحول جراحة القلب على مستوى المؤسسة الاستشفائية "فرانس فانون"، أشار المتحدث إلى أنه شرع في العمل بمصلحة جراحة القلب منذ أربع سنوات فقط، إذ كان التكفل بالمرضى في ما مضى، يجري بتهيئة المصلحة وتزويدها بالعتاد اللازم، وتكوين الطاقم البشري المؤهل خاصة في مجال المختصين بالتخدير، وذكر البروفيسور أنه يسجل نقصا فادحا في هذا النوع من المختصين، مشيرا إلى أنه كان يتم إجراء العمليات على مدار الثلاث سنوات الماضية، بمعدل طبيب تخدير واحد. وأوضح أنه تم تعزيز المصلحة للرفع من معدل العمليات الجراحية الخاصة بالقلب، بمعدل تسع عمليات جراحية على مدار الأسبوع، في انتظار توسيع النشاط، ليمس زراعة القلب، لافتا إلى أن العمليات في الوقت الراهن، تقتصر على الشريان التاجي والشريان الأبهر والصمامات وغيرها. وختم البروفيسور دبياش بالتأكيد، أن الدورات التكوينية ستسمح بتوفير الطاقم البشري المؤهل، وفي وقت قصير، وبخبرة نوعية، ومنه تجنب أي تأخر في الطاقم المكون وتدعيم مصالح جراحة القلب.