ناشد نزلاء "شاليهات" حي رشيد كوريفة الكائن ببلدية الحراش، والي ولاية الجزائر، التدخل السريع لتسوية وضعيتهم السكنية التي امتدت من ديسمبر 2003 إلى يومنا هذا، وذلك من خلال الشكوى التي استلمت "المساء" نسخة منها، والتي يطالب من خلالها النزلاء الذين يفوق عددهم الستين عائلة بترحيلهم نحو سكنات لائقة، بعد أن أصيبت "الشاليهات" بحالة اهتراء كبير، حال دون صمودها أمام المتغيرات المناخية، لا سيما في فصل الشتاء. وحسب السيد مسعود أحد ممثلي الحي، فإن إقامتهم ب"الشاليهات" تجاوزت الفترة المحددة بكثير، حيث وعدتهم السلطات المحلية لباش جراح بإعادة إسكانهم في ظرف لا يتعدى 18 شهرا، غير أنها استمرت إلى أزيد من ست سنوات، حيث أنه وعقب الزلزال الذي طال آنذاك سواحل مدينة بومرداس، وكذا العاصمة وضواحيها، تم ترحيلهم من إحدى المدارس التي كانوا يقطنون فيها منذ عدة سنوات قبل ان تتعرض لأضرار وتصدعات كبيرة اثر الزلزال، ليتقرر ترحيلهم نحو بلدية الحراش إلى حين استفادتهم من سكنات لائقة، وهو ما تنتظره العائلات منذ سنوات. ومع مرور السنين تحولت هذه "الشاليهات" إلى مقابر لهذه العائلات، التي أصيب أفرادها بأمراض متعددة، خاصة الحساسية وأمراض الربو والأمراض الجلدية.. علما أن موقع الحي يتوسط وادي الحراش والمفرغة العمومية للسمار، حيث تحاملت السموم والروائح الكريهة على العائلات المقيمة ب"الشاليهات"، لتصنع ديكورا مزعجا زاد من معاناة وتأزم الحياة المعيشية للنزلاء. ويضيف السيد "مسعود بوغندور" وهو شيخ تجاوز السبعين من العمر وأحد معطوبي حرب التحرير المجيدة، أن وضعية "الشاليهات" قد تدهورت كثيرا بعد مرور هذه السنوات، لتنعدم فيها أبسط الشروط الضرورية وأدنى مقاييس العمران، لا سيما خلال فصلي الصيف والشتاء، حيث تزداد المعاناة بسبب تدهور حالة هذه السكنات الجاهزة - على حد تعبيره - و التي اهترأت وتآكلت معظم أجزائها جراء الرطوبة العالية، وكذا ارتفاع درجة الحرارة، فضلا عن تواجدها بالقرب من السكة الحديدية، وكذا المفرغة العمومية التي توجد بمحاذاتها من الجهة الشرقية، إلى جانب عن الروائح الكريهة المنبعثة من وادي الحراش، الذي تسبب بدوره في انتشار أمراض عديدة كالحساسية وغيرها. وقد تلقت العائلات وعودا متعددة بإعادة إسكانها في أقرب الآجال، حيث أتت المراسلة التي وجهتها إلى والي العاصمة أكلها، لتطالبهم الدائرة الإدارية للحراش بتحضير ملفاتها الإدارية من أجل إيداعها لدى مصالحها، لتتفاجأ حينها بصدور قرار من المصالح الولائية أدى إلى استفادة مجموعة من المقيمين بالموقع والمنتمين لبلدية الحراش دون العائلات الأخرى التي تنتمي إلى بلدية باش جراح والبلديات الأخرى، وهو ما أثار استياء المقيمين قبل ان تتوقف بعدها عملية الترحيل . وبعد مرور كل هذه السنوات، يضيف السيد مسعود، اضطرت العديد من العائلات لتزويج أبنائها بعد ان أدركهم الكبر، وهو ما أدى إلى تضاعف عدد المقيمين الأمر الذي سيؤدي إلى مشاكل في عمليات ترحيلهم، بمعنى أن السلطات ستضطر لمضاعفة الحصص السكنية المخصصة لإعادة إسكان نزلاء "شاليهات" كوريفة رشيد بالحراش.