تعرف بلديات ولاية تيزي وزو هذه الأيام، أشغال تهيئة واسعة شملت المساحات الخضراء، الأرصفة، وكذا تدعيمها بالماء و الكهرباء والطرق، و حسب ما كشف عنه مسؤولو المجلس الشعبي الولائي، فقد تم تخصيص غلاف مالي قدره 980 مليار سنتيم لتهيئة عمران ال 67 بلدية التي تضمها الولاية، وانجاز مشاريع تنموية مختلفة. وانطلق برنامج التهيئة بتراب ولاية بتيزي وزو السنة الماضية ويتواصل هذه السنة، حيث تحولت بلديات الولاية إلى ورشات انطلقت أشغال بعضها وسجلت أخرى تقدما ملموسا في الأشغال، فيما لم ينطلق البعض الآخر بعد نظرا لبرمجة أعمال أخرى تدخل دائما في إطار التهيئة العمرانية وتحسين الإطار المعيشي للسكان، في حين سجلت بعض الأحياء تأخرا في الأشغال، خاصة بالمدينة الجديدة بكل من حي 200 مسكن، 450 "EPLF" "، 350 مسكن شارع كريم بلقاسم و غيرها. ويضم الغلاف المالي المخصص جملة من المشاريع التنموية المبرمجة لفائدة بلديات الولاية، حيث سطرت السلطات الولائية لتيزي وزو مجموعة من الأعمال التي ستساهم في تغير خارطة الولاية والتي تتعلق بالإنارة العمومية، تهيئة قنوات صرف المياه القذرة التي تعاني من تسربات مستمرة مهددة صحة المواطنين بالعديد من الأحياء، و كذا تهيئة الأرصفة التي كثيرا ما طالب بها سكان البلديات مع تغيير أنابيب نقل المياه بالنسبة للمناطق التي تم تزويدها بهذه المادة الحيوية نظرا لقدمها، فيما سيتم ولأول مرة وضع أنابيب لربط عدة مناطق طال أمد انتظار سكانها تزويدهم بهذه المادة الحيوية، إضافة إلى تهيئة شبكة الطرق التي كانت وراء سلسة الاحتجاجات بسبب اهترائها وعدم صلاحيتها، وغيرها من الأشغال المبرمجة في جدول إعادة التهيئة التي ستشمل كامل تراب الولاية. كما سيسمح هذا الغلاف المالي بتدارك النقائص المسجلة بالعديد من الأحياء وكذا التجمعات السكنية التي يطالب سكانها ببرامج لتدارك النقص والحرمان الذي يتخبطون فيه منذ سنوات طويلة، والتي تدخل في إطار ما يسمى ببرنامج الطرق والشبكات المختلفة، حيث سيتم بفضله التكفل بمتطلبات السكان ومعالجة النقائص المسجلة بأحيائهم من الكهرباء، الغاز، الماء، قنوات الصرف وغيرها لتدعيمهم بها. ولتفادي ضياع الأموال العمومية هدرا، يقول بعض المسؤولين، تمت برمجة أشغال تمرير الكوابل الهاتفية، أنابيب لنقل الماء و الغاز وغيرها قبل الشروع في أشغال تعبيد وتزفيت الطرق التي تأتي فيما بعد، على اعتبار أن الولاية في السابق كانت تبرمج أشغال التهيئة بعد انجاز مشاريع ليتم هدم وحفر الطرق فتعود إلى سابق عهدها، ولتفادي الوقوع في نفس الأخطاء وتكرار نفس السيناريو تقرر القيام بأشغال التهيئة والإنجازات التي من شأنها أن تحسن الإطار المعيشي للسكان، ثم تأتي فيما بعد عملية التدعيم بالأرصفة والطرق في مرحلة أخيرة. وللتذكير، كان والي تيزي وزو وفي كل مرة، يلح على ضرورة إنهاء أشغال تدعيم القرى وبلديات الولاية بالماء، الغاز، الكهرباء وتمرير كل الأنابيب والقنوات وغيرها ثم تدعيمها بالأرصفة و الطرق لتفادي الحفر المستمر وضياع أموال الدولة دون أن يستفيد المواطن منها. وتتكفل بمتابعة المشاريع الإنمائية بتراب الولاية، المصالح التقنية التابعة للبلديات، والمشكلة من رئيس الدائرة ورؤساء البلديات التابعة لها، وكذا مقاطعات المديريات التي تشرف على متابعة الأشغال، و كذا توزيع الغلاف المالي الذي تستفيد منه على المناطق حسب الأولويات و النقائص التي تعاني منها، هذا بعدما كانت مديرية البناء و العمران هي التي تتولى متابعة هذه المشاريع، غير انه ونظرا لضخامة البرنامج تم وباقتراح من الوالي والمجلس الشعبي الولائي، إسناده إلى المصالح التقنية لبلديات الولاية لضمان متابعة البرامج و الوقوف عليها بصفة تضمن تجسيدها ميدانيا، على اعتبار أن مسؤوليها أدرى بكثير من غيرهم بحال السكان ومشاكلهم، كما أن مثل هذا الاقتراح سيخفف العبء الثقيل الذي حملته مديرية البناء والعمران على عاتقها، خاصة و أن الولاية تضم مجموعة كبيرة من القرى والبلديات التي يصعب عليها الوقوف على كل منها. وفي سياق متصل، تم تخصيص ما قدره 19 مليار سنتيم لتدعيم حي "بلاطو لوضا" بدائرة بوزقان، الذي يعد من أفقر الأحياء بالمنطقة، حيث يفتقر لأدنى شروط الحياة الضرورية، والتي يأمل المسؤولون والسكان معا أن تتغير إلى ما هو أحسن وذلك بتوفير كل ضروريات الحياة الكريمة لهم من ماء، غاز طبيعي، طرق و غيرها، لأن ذلك من شأنه أن يفك العزلة عنهم، حيث تم اختيار المؤسسة التي ينتظر أن تباشر الأشغال قريبا. مشاريع طموحة حظيت بها بلديات الولاية التي تعد بالكثير لسكانها الذين يعانون من نقائص تسبب في حرمانهم لسنوات طويلة، والتي مست مختلف المجالات دون استثناء، غير انه وبفضل هذه البرامج يأمل السكان و السلطات العمومية معا أن تتغير أوضاع السكان إلى ما هو أحسن، وفي انتظار تجسيد وانهاء البرنامج تبقى العديد من القرى والبلديات تعيش في ظل النقائص المتهاطلة التي اثقلت كاهل السكان.