إنّ تكريس ثقافة الهيمنة والرضوخ للأمر الواقع والتصدي لكل ما يعمل في صالح التغيير نحو الأحسن من بين الأهداف النبيلة التي يمكن أن نستلهمها من ذكرى عاشوراء هذه الذكرى العظيمة التي تبقى رمزا لمكافحة الشر والوقوف في وجه الاستبداد وفراعنة الأرض الذين أكثروا فيها الفساد، فإن كان الرسول صلّى اللّه عليه وسلم قال نحن أولى بموسى من اليهود عندما أنبأوه أن اليهود يصومون هذا اليوم لأن اللّه أنجى فيه المؤمنين من قوم موسى من ظلم فرعون وجبروته وأغرق الطاغية وجعله عبرة لأمثاله من المتجبرين المتكبرين قال نحن أولى بصيام هذا اليوم وصامه وقال فيما معناه لو امتد بي العمر للعام القادم لصمت التاسع والعاشر ، بهذه الثقافة الدينية المتسامحة، وبهذا التضامن الأخلاقي العظيم احتفاء بعيد نجا فيه نبي من أنبياء اللّه كان الإسلام يشارك أهل الكتاب أعيادهم، لكن في هذا اليوم أيضا كان خالدا في تاريخ المسلمين، حيث استشهد فيه سيد شباب أهل الجنة سبط رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الحسين رضي الله عنه والذي تم قتله وقتل الكثيرين من أهل البيت رضوان اللّه عليهم من قبل جيش الطاغية يزيد بن معاوية الذي اشتهر بالفسق والظلم والضلال والخروج عن طريق السلف الصالح من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، فخرج الحسين رضي الله عنه من أجل الحفاظ عن هذا الدين وهذه الرسالة العظيمة رسالة الإسلام وحتى لا تنتج الثقافة الإسلامية غير السوية فراعنة يستظلون بظلالها ويتحكمون من عند أنفسهم بسلطانها فاستشهد رضي الله عنه مكافحا ومحاربا من أجل الحق والعدل والمساواة وهي القيم النبيلة التي جاء بها الإسلام· هذا هو عاشوراء من أجل ثقافة التسامح والعدل والإنصاف·