كشف الديوان الوطني للإحصائيات، أن عدد فرص العمل التي تم إنشاؤها خلال الثلاثي الأخير من سنة 2024، بلغ قرابة 70 ألف وظيفة، مشيرا إلى أن التعديلات التي أجراها حول المسح المنجز في أكتوبر الماضي، حول التشغيل سمحت بتحديد نسبة البطالة لنهاية السنة الماضية. أوضح الديوان في بيان له حول النتائج الأولية للمسح الذي نشره سابقا والمتعلق بالنشاط والتشغيل والبطالة، أنه تم إجراء تعديلات ضرورية تؤثر على البيانات الإحصائية المتعلقة بالتوظيف والتي أفرزت نتائج أكثر دقة حول مؤشرات الشغل والبطالة في البلاد. ويتعلق الأمر في المقام الأول بتعداد العينة التراكمي خلال المسح والذي بلغ 337 ألف شخص ينقسمون إلى فئتين، الأولى يمارس أفرادها نشاطا في السوق الموازية وأعلنوا عن قيامهم بالبحث عن وظيفة، والثانية قال أفرادها إنهم لم يمارسوا أي نشاط ويبحثون عن وظيفة، وفي الحالتين تمت الإشارة إلى أن الرغبة في الاستفادة من منحة البطالة لا تنفي رغبة هذه الشريحة في الحصول على منصب عمل رسمي. وتم من جانب آخر، احتساب عدد الوظائف التي تم توفيرها في الثلاثي الأخير من سنة 2024، والتي بلغت وفقا لذات المصدر 70 ألف منصب عمل ولم يشملها المسح الذي أجري في نهاية شهر أكتوبر، وهو ما ساهم في الحساب الدقيق لنسبة البطالة التي تراجعت. وذكر بيان الديوان بالمجهودات التي اتخذتها الدولة منذ 2019، لمواجهة تداعيات الأزمة الصحية قائلا إن السلطات العمومية، بدأت في تنفيذ مجموعة من الإصلاحات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية مكنت الجزائر من تحسين معظم مؤشراتها للتنمية الاقتصادية الكلية والمالية والاجتماعية والبشرية في بيئة عالمية صعبة. وتمت الإشارة في هذا الصدد إلى التدابير المتخذة لصالح المواطنين لا سيما الحفاظ على مستوى الدعم، زيادة أجور العمال ومعاشات التقاعد وتحسينها، حماية القدرة الشرائية للمواطنين وإقامة "نظام مبتكر فريد من نوعه في المنطقة" يقضي بتقديم منحة البطالة للباحثين عن عمل، بالإضافة إلى إنشاء 450 ألف وظيفة. وقال الديوان، إن قرار السلطات العمومية بتخصيص منحة للبطالة لفائدة الشباب العاطلين عن العمل ساهم بصفة ملحوظة في تغيير النظرة إلى الشغل، مشيرا إلى أن المستفيدين من هذه المنحة لديهم رغبة في اقتحام عالم الشغل، ومسجلا أن عددا كبيرا من الرجال والنساء يمارسون أنشطة غير رسمية ويستفيدون من إعانة البطالة التي أصبحت محطة يطمح من خلالها هؤلاء للدخول في الدائرة الرسمية. في هذا السياق، لاحظت نتائج المسح أن ظهور منحة البطالة سمح لفئة النساء اللواتي لا يملكن مستوى دراسيا أو لديهم مستوى تعليميا متوسطا، واللواتي لم يلجأن لأسباب اجتماعية إلى البحث عن وظيفة في السابق، بالحصول على منحة البطالة وهو ما يجعلهن ضمن الفئات الاجتماعية المؤهلة للتوظيف. وأوضح الديوان، أن الإنتاج المنتظم لهذا النوع من المسوحات يوفر المعلومات اللازمة لتمكين التحقق من السياسات العامة وتعديلها وقياس التقدم المحرز فيها، من حيث خلق فرص العمل خاصة لدى الشباب، كما يساعد التتابع والانتظام في إجراء المسوحات على فهم التغييرات المختلفة بشكل أفضل والسماح بإجراء التعديلات اللازمة من حيث السياسات العامة، بما في ذلك البرنامج الطموح للتشغيل الذي جعل إنشاء 450 ألف وظيفة في عام 2024، أمرا ممكنا.