تشهد مطاعم الرحمة بولاية سكيكدة، منذ أوّل يوم من شهر رمضان الكريم، توافدا قياسيا من قبل عابري السبيل والمحتاجين، الذين وجدوا فيها ما يسدّ رمقهم بعد يوم من الصيام، في مبادرة تعكس بصدق، التضامن، والتكافل الاجتماعي في أسمى مظاهره. ولا تقف تلك المطاعم التي تمّ إقامتها بالعديد من بلديات سكيكدة، عند هذا الحد، بل تتعداه؛ من خلال الدور الكبير الذي يلعبه المتطوعون، الذين يسهرون طيلة شهر الصيام على إنجاح تلك المطاعم من خلال عملهم التطوعي، الذي يجسّد، أيضا، أسمى قيم التكافل الاجتماعي، وبذل الجهد بعيدا عن الأهل؛ خدمة للمحتاجين، وعابري السبيل. وأكد بعض الشباب المتطوعين التابعين للهلال الأحمر الجزائري ممن التقتهم "المساء" على مستوى أحد مطاعم الرحمة بوسط المدينة، وهم كخلايا نحل يستعدون لتحضير مائدة الإفطار، أنهم يشعرون بسعادة كبيرة تغمرهم وهم يقومون بواجبهم الإنساني في هذا الشهر الفضيل، لا سيما أنهم يساهمون كل حسب الدور المنوط به، في إسعاد الفقراء، والمحتاجين، وعابري السبيل، ومنه تمكينهم من الإفطار في أجواء أخوية تعوّضهم اللمّة العائلية خاصة للعديد من عابري السبيل الذين يضطرون لسبب أو لآخر، للإفطار على مستوى تلك المطاعم الرمضانية بعيدا عن الأهل، مثمنين في نفس الوقت، دور كل الأطراف التي ساعدت من قريب أو من بعيد، في إنجاح تلك المطاعم. وأوضح لنا أحد الشباب من المتطوعين أن أجمل ما يقدمه طيلة هذا الشهر، هو تسخير وقته وجهده في خدمة المحتاجين والفقراء وعابري السبيل، وذاك شرف كبير له، كما أضاف، خاصة عندما يرى الفرح على وجوه هؤلاء الذين عدّهم جزءا منه. فتح 44 مطعم رحمة خلال رمضان الجاري أكد المدير الولائي لمديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية سكيكدة، صالح شوف، ل"المساء"، أنه تم خلال رمضان الجاري، إعطاء رخص لفتح 44 مطعما للإفطار، وذلك على مستوى 25 بلدية موزّعة عبر 13 دائرة بإقليم الولاية، منها 21 مطعما للمحسنين، و12 مطعما للجمعيات، و5 مطاعم للجان الدينية للمساجد، إضافة إلى 5 مطاعم للهلال الأحمر الجزائري. وفي ما يخص العدد الإجمالي للمستفيدين من منحة التضامن المقدرة ب 10000د.ج، أشار المتحدث الى أن عدد المستفيدين منها هذه السنة، وصل إلى 63105 مستفيد، حيث تم صبها في وقتها، في حسابات المعنيين في 15 02 2025.