تولي مديرية المصالح الفلاحية بقسنطينة، أهمية كبيرة لإنتاج المحاصيل الزيتية في إطار التوجه الجديد للدولة الجزائرية، وورقة الطريق التي سطرتها الوزارة الوصية الممتدة بين 2020 و2025؛ من خلال المرافقة التقنية للفلاحين المهتمين بولوج هذه الشعبة؛ في خطوة لتقليص فاتورة الاستيراد الخاصة بالشعب الفلاحية. وتُعد قسنطينة التي عرفت انطلاق زراعة المحاصيل الزيتية شهر نوفمبر من سنة 2020، من أهم الولايات عبر التراب الوطني التي أُوكلت لها مهمة زراعة هذه المحاصيل، حيث بلغت المساحات المزروعة وقتها 790 هكتار. كما بلغ عدد الفلاحين المشاركين في مخطط السلجم الزيتي، أكثر من 73 فلاحا بالولاية، تمكنوا من التحكم الجيد في المسار التقني، ما سمح بتطور هذه الشعبة في المواسم اللاحقة. وحسب مصادر من مديرية الفلاحة بقسنطينة، فإن عاصمة الشرق رفعت خلال السنوات الفارطة، المساحة المخصصة لتطوير هذه الشعبة. وتطورت المساحة من سنة إلى أخرى، لتبلغ المساحة المخصصة لزراعة المحاصيل الزيتية خلال هذا الموسم الفلاحي، حوالي 2000 هكتار، منها نسبة كبيرة مخصصة لزراعة السلجم. ووفق أرقام مديرية المصالح الفلاحية، تم تخصيص 1884 هكتار من أجل زراعة السلجم الزيتي، موزعة عبر 7 وحدات إنتاجية، بنسبة مئوية في حدود 94.2 ٪ من المساحة الإجمالية، فيما تبقى المساحة المخصصة لزراعة دوار الشمس والصوجا، في حاجة إلى تشجيع أكثر؛ من أجل بلوغ أرقام أكبر. وبرمجت مديرية المصالح الفلاحية بقسنطينة، نهاية مارس الجاري، عملية الانطلاق في زرع نباتات دوار الشمس وكذا الصوجا، إذ من المقرر أن تمتد العملية إلى غاية شهر أفريل المقبل. وقد تم تخصيص، حسب المديرية، مساحة تقدر ب230 هكتار لزراعة نبات دوار الشمس، و40 هكتارا لزراعة الصوجا. ويتم، حسب نفس المصادر، تخزين المحاصيل الزينية سواء تعلق الأمر بالسلجم، ودوار الشمس أو الصوجا، على مستوى مخازن تعاونية الحبوب والبقول الجافة التي انخرطت في البرنامج، حيث يقوم الفلاحون المنخرطون في هذا البرنامج، بدفع مخزونهم ومنتوجهم بالتعاونية بإشراف من ممثل عن المؤسسة الخاصة التي تم الاتفاق معها، لضمان تسويق كامل محصولهم وفق أسعار مدروسة، فيما تم وضع 3 متعاملين من الخواص والعموميين، من أجل توفير بذور دوار الشمس. وحسب المختصين في الفلاحة، فإن زراعة المحاصيل الزيتية تعود بفائدة كبيرة على الدولة، وعلى الفلاح، خاصة أن نبتة السلجم (الكولزا) تصنَّف على أنها ثروة للزيت. وتأتي بعد زيت الصوجا، وزيت النخيل. وتُعد الصين أكبر منتج في العالم ب 12 مليون طن سنويا. ولا تُستعمل كزيت مائدة فقط، بل كذلك في مواد التجميل، والأدوية، وفي النسيج، والجلود وحفظ الأسماك. وبات فلاحو قسنطينة الذين انخرطوا في البرنامج، يدركون أن إدراج هذا النوع من الزراعة ضمن الدورة الزراعية، يمكّنهم من الاستفادة منها اقتصاديا، من خلال بقاياها في المعاصر، واستعمالها كأعلاف تكميلية غنية بالبروتين في تغذية الأبقار الحلوب والماشية، وكذا تربية الدواجن. كما باتوا مقتنعين بالفوائد الكبيرة لزراعة السلجم، الذي إضافة إلى كونه مصدرا أساسيا لإنتاج زيت المائدة المطلوب بقوة للاستهلاك، فإن زراعة نبتته ذات الجذور الطويلة، تفيد في خصوبة التربة، وتسميدها طبيعيا، ما يساعد على تحسين المحصول الفلاحي.