تجسد مطاعم إفطار المعوزين وعابري السبيل أو ما يُعرف ب"بمطاعم الرحمة" التي تُفتح خلال شهر رمضان المعظم بولاية البيّض، أحد أهم أوجه التضامن والتكافل الاجتماعي، التي يسارع فيها المحسنون والجمعيات الخيرية لبذل الجهد والخير. وتؤكد تمسّك المجتمع بقيم التآزر. وتنظم العديد من الجمعيات الخيرية إلى جانب نشاطها الاجتماعي والخيري السنوي، موائد الإفطار الجماعي خلال الشهر الفضيل. ويبرز دور المنخرطين والمتطوعين الذين يعملون دون كلل أو ملل، سواء من خلال ترتيب موائد الإفطار، أو جمع مختلف المواد الغذائية مما يجود به المحسنون، أو إعداد مختلف الأطباق لإفطار الصائمين؛ سواء عابري السبيل، أو المحتاجين، في أجواء من التضامن والتكافل. ويعمل الهلال الأحمر الجزائري من خلال لجنته الولائية وفروعها البلدية، خلال الشهر الفضيل، على تجنيد متطوعيه لخدمة مرتادي هذه المطاعم، حيث تم بالمناسبة، افتتاح ثلاثة مطاعم لإفطار الصائمين ببلديات البيّض والرقاصة والشلالة، وفقا لرئيس اللجنة الولائية، محمد فوزي. فبعد الانتهاء من العملية التضامنية الكبرى التي جرت أياما قليلة قبل حلول رمضان والتي عرفت توزيع 15 ألف طرد غذائي على المعوزين بالولاية، آثر منخرطو ومتطوعو الهلال الأحمر الجزائري في شهر الصيام، العمل الجماعي، وخدمة عابري السبيل والمحتاجين بدلا عن الإفطار في بيوتهم، مع العلم أنه يتم تقديم أزيد من 500 وجبة إفطار يوميا عبر المطاعم الثلاثة، يضيف نفس المصدر. ومن جانبها، بادرت الجمعية الخيرية الولائية "كافل اليتيم"، بافتتاح ثلاثة مطاعم للرحمة عبر بلديات البيّض، والخيثر، والغاسول، لتمكين الصائمين من الإفطار في جو عائلي. ويقصد مطاعم الجمعية على غرار ذلك المتواجد على مستوى محطة الخدمات "الأبطال" بالطريق الوطني رقم 47 بمنطقة الثنية (البيّض)، العديد من المواطنين خاصة مستعملي الطريق، والمحتاجين للإفطار، في أجواء تسودها روح الأخوة والتضامن، حيث يتم يوميا تقديم ما بين 150 و260 وجبة إفطار عبر هذا المطعم، وفقا لرئيس الجمعية، نور الدين عباس. كما فتحت جمعية الإرشاد والإصلاح، هي الأخرى، مطعما لعابري السبيل بمدخل بلدية بوقطب، تحت شعار "يمضي الرجال ويبقى الأثر"، يسهر فيه متطوعو الجمعية يوميا، على إعداد وتوزيع وجبات الإفطار لعابري السبيل والمعوزين، في أجواء رمضانية وعائلية متميزة. ومن جهتها، تساهم جمعية "جزائر الخير" في هذا العمل الإنساني، بفتح مطعم للإفطار الجماعي بعاصمة الولاية، يقدم، هو الآخر، يوميا، ما بين 180 و350 وجبة إفطار، فضلا عن 40 وجبة محمولة إلى العائلات المتكفل بها خلال الشهر الفضيل، مثل ما أبرز رئيس المكتب الولائي للجمعية، بوزادة الشيخ. وأشار الدكتور نور الدين مهداوي، أستاذ علم الاجتماع ومدير معهد العلوم الإنسانية والاجتماعية بالمركز الجامعي "نور البشير" بالبيّض، إلى أن هذه المبادرات الخيرية لإفطار عابري السبيل والمحتاجين من خلال مطاعم "الرحمة" والتي يتم التكفل بها من قبل المحسنين، إلى جانب الجزاء والأجر الديني الذي يناله القائمون عليها، لها أهمية كبيرة اجتماعيا وروحيا في تقوية اللحمة الوطنية، والروابط الأخوية. كما تساهم إلى جانب مؤسسات الدولة، في تعزيز روح التضامن والتعاون في المجتمع.