كشف وزير التربية الوطنية السيد أبو بكر بن بوزيد، أمس، عن تنصيب لجنة وطنية مكونة من مختصين تقوم بتنقيح الكتب المدرسية وتصحيح جميع الأخطاء التي وردت فيها ابتداء من الأسبوع المقبل، وأكد أن الأخطاء التي وردت في مادة التاريخ في أحد الكتب المدرسية سوف تعالج بإشراك المختصين ومنتجي الكتب· واعتبر وزير التربية الوطنية على هامش عرض مشروع قانون المالية والميزانية لسنة 2008 بالمجلس الشعبي الوطني، ما ورد في بعض وسائل الإعلام حول الأخطاء التي ارتكبت في مادة التاريخ والتي مست النشيد الوطني والمجاهدين مبالغ فيه وفيه نوع من المزايدة، مؤكدا أنه من غير المعقول أن لا تقع أخطاء في بعض المواد بالنظر إلى العدد الكبير من الكتب التي يتم تحضيرها سنويا والمقدرة ب 57 مليون كتاب· وإذ لم يحدد بن بوزيد عدد الأخطاء التي وردت في الكتب المدرسية، فإنه هوّن من جهة أخرى من حجمها· مشيرا إلى أنه لا مجال للمقارنة بين الأخطاء التي كانت ترد في الكتب القديمة والكتب الحالية، وأوضح المسؤول الأول على قطاع التربية أن الحديث إنصب على الأخطاء في كتب التاريخ بينما هناك أخطاء في مواد أخرى كالرياضيات والفيزياء لم تتم الإشارة إليها· من جهة أخرى أوضح أن الخطأ الذي وقع في إحدى كتب التاريخ كان بسبب الاعتماد على كتاب قديم حيث لم يقصد من صاغوه الإساءة للمجاهدين والثورة كما تطرقت إلى ذلك الصحيفة التي أوردت الخبر وإنما بهدف الحديث عن ثورة قوية· وفي هذا السياق أشار المسؤول الأول على قطاع التربية، إلى أنه لم تكن في نية هؤلاء الإساءة وأنه لا يشك في وطنيتهم، مؤكدا أنه لن يتسامح مع الذين إرتكبوا الأخطاء في مادة التاريخ إذا اتضح أنهم تعمدوا ذلك كما لا يكون الذين صاغوا الكتب المعنية بالأخطاء ضمن اللجنة التي ستنظر في الأخطاء وتصحيحها· وحاول بن بوزيد وهو يتحدث عما نقلته بعض وسائل الإعلام عن أخطاء بعض كتب التاريخ التقليل من المسألة، معتبرا أن هذا الأمر طبيعي ويحدث في كل دول العالم· وكانت بعض الصحف الوطنية قد نقلت في الأيام الأخيرة بعض الأخطاء التي ارتكبت في بعض كتب التاريخ· وللإشارة أنه من الغرابة أن الأخطاء تقع في كتب التاريخ وتمس رموز الوطن كالمجاهدين والثورة والنشيد الوطني، بحيث يبقى السؤال مطروحا، هل أن حذف مقطع " يا فرنسا" من النشيد الوطني من كتاب التربية المدنية كان مجرد خطأ؟! وهل عندما نقرأ في كتاب التاريخ أن الإستعمار جاء لتحرير الجزائر، نعتبر ذلك مجرد خطأ؟! فمهما كانت تبريرات الوزير فإن أخطاء مثل هذه لا يمكن أن تقع ولا يمكن السكوت عنها والمرور عليها مرور الكرام حتى وإن طبعنا 100 مليون نسخة، ذلك أن كتابا تربويا ليس مجرد مقالة صحفية. *