واصلت إسرائيل سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة الذي يعيش سكانه على وقع حدوث كارثة إنسانية وبيئية وصحية خطيرة بسبب تشديد الحصار من جهة واستمرار الاعتداءات من جهة أخرى· وقررت حكرمة الاحتلال أمس الابقاء على إجراءاتها التعسفية التي اتخدتها منذ خمسة أيام في محاولة لتضييق الخناق على حركة المقاومة الاسلامية حماس وأدت إلى عزل القطاع الذي تحول الى شبه سجن كبير· ولم يكف اسرائيل غلق كل المعابر المؤدية الى القطاع ومنع نقل البضائع وعبور الأشخاص بل أوقفت تزويده بالوقود· الأمر الذي أدى الى غلق المحرك الرئيسي لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع وبالتالي حرمان سكان غزة من التزود بالتيار الكهربائي وأدخل القطاع في ظلام حالك· وكان مدير مشروع محطة الكهرباء رفيق مليحة أكد أنه لم يتم تسلم أي كمية من الوقود لتشغيل المحطة التي تغطي 35% من احتياجات السكان من التيار الكهربائي في قطاع غزة·وليست هذه المرة الاولى التي تلجأ فيها إدارة الإحتلال الى لعب ورقة الوقود ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضد الفلسطنيين لحمل المقاومة الفلسطينية على وقف عملياتها ولا سيما إطلاق الصواريخ ضد المستوطنات· وكان قطاع غزة المحاصر أصلا منذ شهور شهد نفس الوضعية الكارثية شهر ديسمبر الماضي بعدما أوقفت اسرائيل تزويده بالوقود وتسبب ذلك في توقف المحطة الوحيدة عن العمل·ولكن غزة التي تعيش اليوم الأمرين، حصار مشدد من جهة وعدوان متواصل يوميا ودون انقطاع من جهة أخرى أدى الى سقوط المزيد من الشهداء· فقد خلفت الغارات التي نفذها جيش الإحتلال صباح أمس على قطاع غزة سقوط شهيدين اثنين واعتقال أربعة عناصر من حركة حماس ليرتفع عددا الشهداء في ظرف اسبوع إلى 35 شهيدا وعشرات الجرحى ناهيك عن الفلسطينيين المعتقلين والذين تعتبرهم إدارة الإحتلال مطلوبين لديها من نشطاء المقاومة· وأمام استمرار التصعيد الاسرائيلي على كل المستويات طالب رئيس الوزراء الفلسطيني المعين سلام فياض بحماية دولية لسكان غزة البالغ عددهم مليون ونصف مليون شخص·وقال أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتدخل لتوفير الحماية اللازمة لشعبنا من جبروت الاحتلال الذي يساوي منطقه الظالم بين هلع الاسرائيليين ودم الفلسطينيين"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أ ن التصعيد العسكري الاسرائيلي واستمرار بناء المستوطنات يهدف أساسا إلى نسف مفاوضات السلام· ولكن هل يجد نداء المسؤول الفلسطيني أذانا صاغية في ظل استمرار الصمت الدولي على مايحدث في غزة من تقتيل وتجويع واعتقالات· ثم متى تحرك المجتمع الدولي ضد اسرائيل لحماية الفلسطينيين من العنجهية الاسرائيلية؟ وتزامنا مع مايحدث في غزة حذر الشيخ التميمي قاضي قضاة فلسطين ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي أمس من مخطط اسرائيلي يرمي لإقامة أكبر كنيس يهودي في ساحة البراق المجاورة لباب المغاربة داخل حرم المسجد الأقصى الشريف· وقال التميمي أن مصادفة لجنة التنظيم والبناء التابعة لسلطات الاحتلال على إقامة هذ الكنيس للنساء اليهوديات بذريعة حمايتهم من أشعة الشمس والمطر أمر خطير للغاية ومقدمة لاستهداف المسجد الأقصى الشريف بشكل كامل·ودعا التميمي منظمة المؤتمر الاسرائيلي الى عقد لقاء قمة اسلامي عاجل لبحث هذا العدوان الخطير على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشرفين· وكانت إدارة الاحتلال استأنفت قبل أشهر حفرياتها بمحيط المسجد الأقصى وهو الأمر الذي أثار موجة استنكار لدى المنظمات الاسلامية التي أكدت أن ذلك يهدد أساسات المسجد بالانهيار·