دخل الحصار الإسرائيلي المشدد ضد قطاع غزة أسبوعه الرابع وسط مخاوف متزايدة من حدوث كارثة إنسانية وبيئية خطيرة في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية الذي حرم سكانه من أدنى ضروريات الحياة. وتواصل إسرائيل سياسة العقاب الجماعي التي اعتادت انتهاجها ضد الفلسطينيين كلما أرادت تضيق الخناق عليهم أمام صمت المجموعة الدولية التي لم تحرك ساكنا لحمل إسرائيل على وقف اعتداءاتها وتكتفي في كل مرة بمجرد إطلاق دعوات جوفاء لا تجد من يصغي لها داخل إدارة الاحتلال. وقررت أمس الإبقاء على إجراءات غلق المعابر بينها وبين قطاع غزة بمبرر استمرار إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية ضد المستوطنات الإسرائيلية غير آبهة بمعاناة مليون ونصف مليون شخص وجدوا أنفسهم محاصرين داخل سجن كبير يمنع الخروج منه أو الدخول إليه. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية أن إدارة الاحتلال كانت تتأهب لفتح المعابر بعدما توقف إطلاق الصواريخ انطلاقا من قطاع غزة لمدة 24 ساعة الماضية ولكن وزير الدفاع ايهود باراك قرر إبقاء المعابر مغلقة بعد تجدد عملية إطلاق الصواريخ أمس. ويواجه سكان قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب الحصار المحكم الذي شددته إسرائيل للأسبوع الرابع على التوالي ومنعت من خلاله إدخال أي مواد غذائية أو أدوية أو محروقات وحتى الغاز المخصص للطبخ. وهو الحصار ولد وضعا حياتيا بدائيا منهكا لسكان قطاع غزة الذين وجدوا أنفسهم يعيشون في ظلام دامس واضطر صانعو المادة الأولية للحياة "الخبز" إلى استخدام الخشب في أفرانهم من أجل الطهي. ليس ذلك فقط فسكان غزة المهددة حياتهم يعيشون على وقع كارثة بيئية خطيرة بعدما تسببت إجراءات الغلق المستمرة في تدهور نوعية المياه الصالحة للشرب بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن مراكز ضخها وإيصالها إلى البيوت فيما تتخبط المستشفيات والقطاعات الصحية في وضع ينذر بكارثة صحية غير مسبوقة. يحدث كل ذلك أمام مرأى ومسمع المجموعة الدولية التي لم تحرك ساكنا لانقاذ حياة الأطفال الرضع والمرضى والشيوخ واكتفت بإطلاق مجرد دعوات جوفاء باتجاه مسؤولين إسرائيليين هم أقرب إلى المجرمين ببذلة السياسيين. وجدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مطالبته إسرائيل برفع الحصار واكتفى بإبداء أسفه كون إدارة الاحتلال لم تحمل نداءاته السابقة على محمل الجد بعدما قررت مواصلة إجراءات الغلق. من جهته وصف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة ب"المأساة" مستنكرا في الوقت نفسه صمت الدول العربية والإسلامية. وقال مشعل أن ما يحدث في قطاع غزة هو مأساة مخجلة بالنسبة لأولئك الذين يلتزمون الصمت أمام جريمة الحصار التي تقترفها إدارة الاحتلال ضد سكان قطاع غزة وهي عار على الأنظمة العربية والمجموعة الدولية التي لم تحرك ساكنا لإنقاذ أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ لم يجدوا ما يقتاتون به. يأتي هذا في الوقت الذي أكدت فيه حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس أن إسرائيل أجرت يوم الجمعة الماضية اتصالات عبر مصر حول وقف إطلاق الصواريخ من قبل المقاومة الفلسطينية مقابل فتح المعابر مشيرة إلى أن الاحتلال لم يفتح المعابر بحجة تعرض مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية دوما لهجمات بالصواريخ.