حذرت الجامعة العربية أمس، من كارثة انسانية غير مسبوقة تهدد سكان قطاع غزة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد ومنع تزويد القطاع بالمواد الحيوية وفي مقدمتها الوقود·ودقت الجامعة العربية ناقوس الخطر بعدما اضطرت الوكالة الأممية للاجئين الفلسطينيين الأنوروا إلى وقف مساعدتها الإنسانية لأزيد من مليون فلسطيني في قطاع غزة على إثر نفاذ مخزونها الاحتياطي من الوقود· وكانت الأنوروا حذرت من النتائج الوخيمة الناجمة عن استمرار الحصار وقطع إسرائيل امدادات الطاقة عن قطاع غزة ضمن سياسة العقاب الجماعي التي اعتادت انتهاجها ضد الفلسطينيين عندما تريد تضييق الخناق على المقاومة الإسلامية وحركة حماس المسيطرة على القطاع· وقال هشام يوسف رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية في بيان أمس، أنه إذا ما تم إضافة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة المحاصر فإنه يخشى من حدوث كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة· ودعا ممثل الجامعة العربية الذي وصف استمرار الحصار بالأمر غير مقبول، منظمة الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التدخل العاجل وممارسة ضغوط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لحملها على احترام الشرعية الدولية ورفع الحصار ووقف الاعتداءات المستمرة ضد قطاع غزة· ونفس التحذيرات أطلقتها أمس، اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار بعدما أكدت أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون ضمن أكبر سجن في العالم بعد تحول القطاع إلى معتقل محكم الإغلاق·وقال المتحدث باسم اللجنة عبده رامي، أن أهل غزة مهددون بكارثة إنسانية لا سابق لها في التاريخ البشري الحديث في ظل التقتيل والعدوان ومنع وصول الوقود والطعام وحتى الدواء· وتسببت حالة الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة في تدهور الوضعية الإنسانية وحدوث وقائع مأساوية ذات أبعاد كارثية وبخاصة على قطاعات الصحة والتغذية والتعليم والمساعدات الإنسانية· كما أدت إلى شلل تام في المرافق الصناعية والقطاعات الاقتصادية وتسببت في أزمة متفاقمة في سوق العمل الذي كان يعاني أصلا من معدلات بطالة قياسية هي الأعلى في العالم· ورغم كل هذه المآسي والدعوات الدولية المطالبة برفع الحصار إلا أن إسرائيل واصلت سياسة العقاب الجماعي وتعمدت قطع الوقود عن قطاع غزة في مسعى منها إلى تضييق الخناق على المقاومة الفلسطينية، وهو الأمر الذي لم تنجح في بلوغه حتى الآن ودليل ذلك استمرار العمليات الفدائية رغم الحصار والعدوان الإسرائيليين على الفلسطينيين·