لم تعد تفصلنا إلا أياما قلائل عن الاحتفال بالذكرى ال35 لإنجاز هيكل دون روح لفندق بوسط مدينة وهران قيل بشأنه الكثير، أهمها أنه سيعطي دعما قويا ودفعة كبيرة للسياحة بوهران كما أنه سيوفر العديد من مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة وأنه سيكون بمثابة القلب النابض للعاصمة الثانية للجزائر، كونه منجزا وسط معلم أثري تاريخي مهم هو قصر الباي وغير بعيد عن مسجد الباشا. بعد مرور 35 سنة من المعارك الإدارية وأخرى قانونية لم يتمكن الهيكل الفندقي من تحقيق أي شيء من الأمور التي أنجز من أجلها، حيث طرح عدة عوائق حالت دون تحقيقه لأهدافه المسطرة كون الفندق الموجود في مرحلته الأولى لم يستقر على أية محطة حيث انتقل المشروع في مجال تسييره وملكيته من وزارة السياحة إلى مصالح الولاية، فمؤسسة التسيير السياحي لسيدي فرج، ثم تبنته مؤسسة تسيير أخرى تابعة هذه المرة إلى ولاية تيبازة، ليحاول بعدها الأجانب الدخول إلى وهران من بابه فتهافت عليه الكوريون الجنوبيون فاليابانيون، ليحاول بعدها الأشقاء العرب من كويتيين وإماراتيين مواصلة إنجازه والاستثمار فيه إلا أن الأمور لم تتحرك قبل أن تعاود مصالح وزارة الداخلية إنجازه وإتمامه. وقد جاء الأمل مرة أخرى من شركة سوناطراك عندما أعلن شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم وقتها بصفته مديرا عاما بالنيابة لمؤسسة سوناطراك أنه سيخصصه لإطارات سوناطراك لكن الأمور بقيت تراوح مكانها ليتنازل عنه لمصالح ولاية وهران مجددا، التي تنازلت عنه بدورها خلال 2007 لبلدية وهران قصد تهيئته لمختلف مصالحها بسبب حالة الضيق التي توجد عليها العديد من المصالح، أهمها مصلحة الحالة المدنية وغيرها من المصالح الأخرى. مرت لحد الآن سنتان ومازال الهيكل على حاله ولا شيء تغير، مما يوحي بأن هذا الهيكل الفندقي الذي مازال يشوه منظر مدينة وهران لن تتغير أموره في القريب العاجل، ولا الآجل، والسبب يكمن في طول الإجراءات القانونية والإدارية لتحويل ملكيته للشروع في عمليات الاستغلال بداية من الإعلان عن مناقصة دولية ووطنية مفتوحة لاختيار مكتب الدراسات الذي يتكفل بالاشراف على عمليات الإنجاز. يذكر أن فترة إنجاز هذا الهيكل لفندق شاطوناف لم تتم بشكل متواز ومنسق، حيث كانت تتوقف في كل مرة لأي سبب من الأسباب، ولعدة سنوات إلى غاية بلوغ آخر طابق له وهو الطابق ال26. ولعل من أهم المفارقات المتعلقة بهذا المشروع ما أثاره السؤال الذي طرحه أحد اليابانيين التابعين لمكتب الدراسات الكوري الجنوبي على مسؤول جزائري بولاية وهران عن المدة التي استغرقها إنجاز الهيكل حيث قيل له وقتها 28 سنة فما كان منه إلا أن استغرب وقال لمحدثه الجزائري ولكن هذه المدة كافية لإعادة بناء كل وهران وليس هذا الهيكل الذي لا يتطلب سوى 26 يوما بمعدل طابق كل يوم وعندها قال الإطار الجزائري لمن كان معه من المرافقين إن هذا الياباني مختل عقليا ومن ثم فإنه متأكد من أن المكتب الكوري الجنوبي لن يوافق على الاستثمار بهذا الفندق وهو ما تم فعلا، والسبب يكمن في أن كل المستثمرين الأجانب الذين أعجبهم المكان لجماله لم يجدوا إجابة واحدة مقنعة على سؤال واحد طرحوه يتعلق بمخارج الفندق في حالة حدوث مكروه. لأن الفندق - بكل بساطة - لا يملك لا مخرجا ولا منفذا للنجدة. ويبقى السؤال الذي يطرح بإلحاح الآن هل تملك إدارة بلدية وهران الإمكانيات الكافية لإتمام إنجاز هذا الهيكل بعدما تخلت عنه شركة سوناطراك بعد أن تأكدت مصالحها من أن الهيكل لم تحترم في إنجازه المقاييس المعمول بها دوليا دون الحديث عن الكوريين واليابانيين وإخواننا وأشقائنا العرب من الإمارات والسعودية والكويت.