تنتشر في الوقت الراهن سلسلة كبيرة من التجمعات الإسرائيلية الصهيونية الضالعة في أعمال حفر أسفل المسجد الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين، وقد تمكنت بالفعل من تفريغ الكثير من أحجار المسجد وأساساته والأتربة من حوله حتى أصبح على وشك الانهيار الفعلي. يجري ذلك في وقت لم تقدم الحكومات الإسلامية شيئا ملموسا لحمايته وتركت الفلسطينيين المقدسيين يتصدون بصدورهم للجرافة والبندقية الإسرائيلية. من أهم الجماعات الصهيونية المكلفة بهدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان المزعوم، الذي ثبت أثرياً وتاريخياً عدم وجوده من الأصل : حركة الاستيلاء على الأقصى، حركة أمناء جبل الهيكل، مؤسسة الهيكل المقدس، جمعية صندوق جبل الهيكل، حركة الموالين لساحة المعبد، حركة كيرن هارهبيت، جماعة جوش ايمونيم، حركة إعادة التاج لما كان عليه، حركة سيونمتت (الصهيونية الجديدة)، حركة أمنا، حركة كاخ (هكذا بالبندقية)، حركة بمتسمؤوت، منظمة يشيفات اتريت كوهاتين (التاج الكهنوتي)، منظمة سيودسى شيسون، منظمة بيتار، مجموعة آل هار هاشم، قبيلة يهودا، حزب هتحيا (حزب النهضة الصهيوني)، مجموعة حشمونائيم، رابطة سيورى تسيون، تنظيم سري داخل الجيش، علاوة على جمعية العاد الاستيطانية ودائرة الآثار الصهيونية. بدأت خيوط مؤامرة هدم الأقصى منذ عام 1967 حين رفضت محكمة الاستئناف الشرعية الإسلامية، طلباً لمؤسسة ماسونية أمريكية بناء الهيكل المزعوم في منطقة الحرم بتكلفة مائة مليون دولار في ذلك الوقت وفي عام 1969 اقتحم المتطرف دنيس دوهان ساحات الحرم وتمكن من الوصول إلى المحراب وأحرقه في محاولة لحرق المسجد بالكامل، إلا أن المواطنين العرب حالوا دون امتدادها إلى مختلف أنحاء المسجد... في عام 1976 قررت القاضية دوث اود من المحكمة الإسرائيلية، أن لليهود الحق في الصلاة داخل الحرم.. وفي عام 1979 حاولت جماعة غورشون سلمون المتطرفة اقتحام الأقصى، إلا أن المواطنين تصدوا لها، وحاول المتطرف مائير كهانا وجماعته تكرار المحاولة فتصدى له 20 ألف فلسطيني خاضوا معارك ضارية للدفاع عن الأقصى، وفي نفس العام أطلقت الشرطة الصهيونية وابلاً من الرصاص على المصلين بالأقصى. في عام 1980 عقد الحاخامات اليهود مؤتمراً عاماً لهم بالقدس خططوا خلاله للسيطرة على المسجد الأقصى، وفي عام 1981 اقتحم أفراد من حركة أمناء جبل الهيكل الحرم القدسي الشريف يرافقهم الحاخام موشي شيغل وبعض قادة حركة هاتحيا وأرادوا الصلاة وهم يرفعون العلم الصهيوني ويحملون كتب التوراة، وفي نفس العام تم الإعلان عن اكتشاف نفق يمتد من أسفل الحرم القدسي يبدأ من حائط البراق وقد طلب وزير الأديان السابق هارون أبو حصيرة ووزير الدفاع أرئيل شارون إحاطة الموضوع بالسرية التامة، وقام بحفر هذا السرداب أحد الحاخامات وعمال من وزارة الشؤون الدينية. فى عام 1982 قام أحد الجنود ويدعى هارى غولدمان باقتحام الأقصى وأطلق النار بشكل عشوائي، مما أدى إلى استشهاد العديد من المواطنين، وأثار احتجاجات عنيفة في الضفة الغربية وغزة وردود فعل عالمية غاضبة ضد إسرائيل، وفي نفس العام تم ادانة يوئيل ليرنر أحد ناشطي حركة كاخ بتهمة التخطيط لنسف مسجد الصخرة بساحة الأقصى. وفي عام 1983 تشكلت حركة متطرفة في إسرائيل وأمريكا مهمتها إعادة بناء جبل الهيكل في موقع المسجد الأقصى تحت اسم كيرن هارهبيت. وفي نفس العام حاولت مجموعة يهودية مدججة بالسلاح وترتدي الزي العسكري الإسرائيلي اقتحام الأقصى ليلاً. وفي نفس العام اكتشفت أنفاق جديدة تحت الحائط الجنوبى للأقصى حفرها المتطرفون الإسرائيليون أثناء محاولتهم اقتحام الأقصى... فى عام 1984 اكتشفت ثغرة بطول 3م وعرض 2م تؤدي إلى نفق طويل حفرته دائرة الآثارالإسرائيلية بمحاذاة السور الغربي الخارجي للمسجد الأقصى. وفي عام 1986 قرر الحاخامات بصورة نهائية أداء الطقوس بالأقصى وإنشاء كنيس يهودي في إحدى ساحاته. وفي عام 1988 حفرت وزارة الأديان الصهيونية نفقاً قرب باب الغوانمة... في عام 1990 استشهد 22 مصلياً وأصيب 200 آخرين بجروح على يد القوات الصهيونية داخل الحرم الشريف. وفي عام 1992 تجمع 50 شخصاً من حركة أمناء جبل الهيكل عند مدخل الأقصى ورفعوا شعارات تدعو لإعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى. في عام 1996 أعمال حفر خطيرة أدت إلى اهتزازات فى الحائط الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى. وفي عام 1997 استمر الحفر باتجاه الغرب بارتفاع من 6 إلى 9م. وفي عام 1997 نشر مخطط إسرائيلى لتوسيع ساحة البراق الصغير في حي الوادي الذي يحاذي الحائط الغربي للمسجد الأقصى، وفي نفس العام سجلت عدة محاولات صهيونية لاقتحام الأقصى... في عام 1998 اقتحم الجنود الإسرائيليون الأقصى واعتدوا بالضرب المبرح على أحد الفلسطينيين داخله، وحاول متطرف صهيونى التسلل إلى باحة الأقصى من الجهة الأمامية والجنوبية... في عام 1999 دعا القاضي السابق مناحيم الون إلى تقسيم الحرم القدسي. معتبرا أن المسجد الأقصى هو الهيكل، كما كشف عن مخطط إسرائيلي لهدم القصور الأموية المحاذية للأقصى وتوسيع حائط البراق لتخريب المعالم الإسلامية، وعن بدء العد التنازلي الإسرائيلي لهدم الأقصى، وقامت شركة إسرائيلية للخمور بإلصاق صورة القدس يتوسطها المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة على زجاجات الخمور. وتمنع إسرائيل أي أعمال للترميم والصيانة بالحرم القدسي، وتقطع المياه وتمنع الشاحنات المحملة بمواد الترميم من الدخول، ويتظاهر المستوطنون الصهاينة احتجاجاً على أعمال الترميم حتى يقطعوا كل السبل على العرب والمسلمين لحماية الأقصى...