ما يزال الأطفال وأولياؤهم على موعد مع الصالون الدولي للطفل الذي فتح أبوابه منذ 29 أكتوبر المنصرم، ليستمر إلى غاية 5 نوفمبر الجاري.. هو موعد ضربته الشركة الجزائرية للاتصال البصري "أوربيت" إلى جانب الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير (سافكس) للمرة الثانية، ليكون فضاء لاكتشاف جديد المحترفين في عالم الطفولة. ويعد صالون الطفل فرصة للاطلاع على المنتجات الخاصة بشريحة الأطفال التي تنوعت بين التثقيفية، الترفيهية والصحية، في محاولة لتوفير مختلف احتياجات الطفل، أما الدعوة فهي مفتوحة أمام كل من يريد أن يحتك بعالم الطفل عن قرب. وخلال زيارتنا للصالون سجلنا حضورا مقبولا لعائلات توافدت من مختلف أنحاء العاصمة للاطلاع على ما جادت به 35 مؤسسة وطنية لفائدة الصغار خلال هذا الموعد الثاني الخاص بهذه الشريحة. وقدم العارضون منتجاتهم المختلفة من ألعاب، حفاظات، كتب، أجبان، بسكوي، ألعاب وغيرها في فضاء صنعته بلاطوهات سمعية بصرية احترافية، ووسط عروض بهلوانية وإغراءات بعض العارضين الذين اعتمدوا على أساليب تجارية لإغراء الزبائن من خلال تنظيم طمبولات تعود بجوائز رمزية على الفائزين. الملفت للانتباه هو وجود عدة منتجات ذات طابع محلي، وهو ما يعكس بعض أوجه الأهداف التي يسعى منظمو الصالون إلى تجسيدها، والمتمثلة في تشجيع الاستثمار في مجال الطفولة وإيجاد فضاء مفتوح للتبادل أمام كل المحترفين في عالم الطفولة. أجواء الصالون ميزتها عموما حركات الأطفال الذين استهواهم اللعب بالأرجوحة داخل أرجاء القاعة التي احتوت المعروضات، والرسوم التي زين بها المشاركين وجوههم، إضافة إلى تذوق بعض أنواع البسكويت. بهجة الأطفال كانت بادية ولا تحتاج إلى سؤال، حيث صنعوا حركة دؤوبة في مختلف أجنحة الصالون. أما بخصوص انطباعات الأولياء والمشاركين، فقد اقتربت "المساء" من بعضهم. محدثتنا الأولى كانت ربة بيت قصدت الصالون رفقة ابنها "نزيم" (9 سنوات). قالت "أعجبتني بعض منتجات الصالون، لكن أكثر ما استهواني هو جناح معجون الأسنان، حيث تكفلت طبيبة الأسنان بتعليم ابني الطريقة المثلى لتنظيف الأسنان".. أما "نزيم" فقد أبدى هو الآخر سعادته بما تعلمه، كون ذلك سيجنبه تسوس الأسنان. سيدة أخرى من العاصمة أجابت "اكتشفت أمورا كثيرة خاصة بعالم الأطفال، فبالإضافة إلى الكتب تعرفت إلى أنواع جديدة من الحفاظات والحليب الموجهة للصغار" . ولم يكن الحال كذلك بالنسبة إلى سيدة أخرى (أم لطفلة) ذكرت بأنها زارت الصالون بالصدفة، لأنها لم تسمع عن تنظيمه.. وعن انطباعها "لم يكن الصالون في مستوى توقعاتي، فرغم أنه يتوفر على كتب متنوعة ومفيدة لأبنائنا، لكن هذا غير كاف لاستقطاب اهتمام الأولياء والأطفال الذين يميلون بطبيعتهم إلى كل ما هو مثير، لاسيما ما يتعلق بالجانب الترفيهي" . الموازنة بين التجارة والتحسيس وجهات نظر بعض المشاركين تأرجحت بين من استحسن ما جاد به الصالون على الزوار من منتجات وبين من اعتبر أن أهمية الصالون في ترسيخ ثقافة الاهتمام باحتياجات الطفل ينقصها عامل الموازنة بين احتياجات الطفل المادية والمعنوية. ففيما أعربت ممثلة عن مؤسسة "زاد ميديا" لتوزيع الأقراص المضغوطة الخاصة بالأطفال عن استحسانها لمحتويات الصالون ورضاها عن درجة إقبال الأطفال والأولياء على معروضات جناحها، وجاء على لسان ممثل جمعية الطفولة السعيدة لغرداية أن الصالون غلب عليه الطابع الاقتصادي، باعتبار أن الجانب البيداغوجي والتربوي لم ينل نصيبا كبيرا من الاهتمام.. وتمنى المتحدث أن تتم في المرات القادمة دعوة مختلف الشرائح المهتمة بالطفولة للمشاركة في الصالون من خلال طرح مختلف انشغالات ومتطلبات هذه الفئة. وشاطرته الرأي ممثلة عن قرية الأطفال لدرارية الآنسة حميدة لصطب بالقول "شاركنا للمرة الثانية في هذا الصالون، وهذا واجب طالما أنه لدينا التزامات تجاه الأطفال، حيث سننشط ورشات للكتابة، الرسم والقراءة إضافة إلى تنظيم عروض بهلوانية وإيجاد فضاء سينمائي لفائدة هذه الشريحة، وأعتقد أن توفير فضاء يهتم باحتياجات الأطفال مبادرة جيدة حبذا لو تحولت إلى تقليد سنوي، لكن نرجو أن يكون هناك إعلام وإشهار أكثر حولها ليتسنى للسواد الأعظم الاطلاع على مستجدات عالم الطفولة" . واستطردت المتحدثة "في نظري يمكن لهذا الصالون الدولي أن يكون له صدى أكبر بإدراج محاضرات حول حقوق الطفل، أساليب التربية، فن الأبوة، أسباب الانحراف لتحقيق التوازن بين الاحتياجات المادية والمعنوية للطفل من خلال تفعيل دور الإعلام والتحسيس" .