ما حدث أمس ببلدة ريزة التركية بإقدام مواطنيها على رشق السفير الإسرائيلي بأنقرة بالبيض والحجارة، يجعلنا نقر مرة أخرى بشجاعة الموقف التركي شعبا وحكومة إزاء ما يحدث في الأراضي المحتلة. فقد أشبع سكان ريزة السفير الإسرائيلي الذي كان يعتزم زيارة جامعة أمريكية هناك بيضا وحجارة، مفضلا العودة أدراجه على متن سيارته البيضاء على وقع صيحات السكان المنددة والرافضة للسياسة الإجرامية لإسرائيل ضد الفلسطينيين، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل راح رئيس هذه البلدة في لقائه مع السفير ينتقد صراحة سياسة إسرائيل في المنطقة، ويتهمها بالدوس على أبسط حقوق الشعب الفلسطيني. فقد اتسمت مداخلة رئيس بلدة ريزة بالكثير من الجرأة التي لا نجدها عند بعض العرب "المطبعين"، بل نكاد نجزم أن ما حدث في بلدة ريزة لن يحدث لأي سفير إسرائيلي معتمد في دولة عربية. وإذا كنا لا ندعو بالضرورة إلى تكرار سيناريو البيض والحجارة مع سفراء إسرائيل، فإننا كنا نتمنى ان تتسم مواقف هذه الدول ببعض الجرأة مع الكيان الصهيوني في جوانب اقتصادية على الأقل بدل تفضيلها الهرولة ومحاولة كسب الود مع سفاحي آل صهيون. يحدث ذلك في الوقت الذي تصر فيه إسرائيل على سياستها العنصرية بتوسيع مستوطناتها وقتل الأبرياء العزل، ضاربة كالعادة عرض الحائط بالاتفاقات الدولية، في حين يقف العالم موقف المتفرج ومعهم العرب الذين لا حول لهم ولا قوة سوى إصدار بيانات التنديد.