تستعد الجزائر هذه الأيام لمواجهة قدوم محتمل لأسراب الجراد القادمة من الجمهورية الموريتانية باتخاذها جملة من التدابير والإجراءات الوقائية، حيث يقوم حاليا المعهد الوطني لحماية النباتات بمراقبة ومتابعة الوضعية بموريتانيا، كما انه بصدد التحضير لتدخل محكم قصد التصدي لأي اجتياح محتمل لأسراب الجراد المهاجرة خلال فصل الربيع المقبل. وحسب مدير المعهد السيد مومن، فإن فرقا جزائرية تجوب بصفة منتظمة ودائمة المناطق المهددة باكتساح الجراد حيث تقوم بمعالجة ما بين 6 إلى 9 آلاف هكتار سنويا وهي استراتيجية وقائية معتمدة لتفادي تجمع الجراد على مستوى ترابنا الوطني، مع العلم أن هذه التدابير لم تتوقف عن التنفيذ منذ اكتساح 2004 مدعمة ب22 فرقة في الوقت الذي لم تجند فيه موريتانيا سوى أربع أوخمس فرق. وفي هذا الشأن ليس من المستبعد أن تتدخل الفرق الجزائرية داخل التراب الموريتاني في حالة حدوث اكتساح لأسراب الجراد، حيث وضعت 12 طائرة عمودية تابعة لوزارة الدفاع الوطني تحت تصرفها لاستعمالها في أي لحظة. من جهة أخرى، وحسب مصدر موثوق تقوم شركة وطنية بتدعيم وسائلها للتدخل الجوي استعدادا للتدخل في حالة تسجيل اكتساح شامل للجراد على بعض مناطقنا. وحسب المعهد الوطني لحماية النباتات، فإن هذا الأخير في حاجة إلى 3 ملايير دينار للانطلاق في الحملة ولتغطية عمل الفرق الجزائرية المجهزة. وتعتبر المناطق الصحراوية المناطق الأكثر عرضة لهجوم أسراب الجراد وعلى الخصوص منطقة بشار، تندوف وأدرار إلا أن المختصين يحذرون بأنه في حالة حدوث أي اكتساح فإن كل البلاد ستكون معنية بالأمر. كما يؤكد المختصون انه في حالة سقوط أمطار في موريتانيا خلال هذا الشهر فإن ذلك سيشكل خطرا حقيقيا، لذا فإن فرق المعهد يتابعون الوضعية عن كثب بالتنسيق مع مصالح الأرصاد الجوية وكذا الوكالة الفضائية الجزائرية وحتى المنظمة العالمية للتغذية والزراعة "فاو" التابعة للأمم المتحدة. وحسب إدارة المعهد الوطني لحماية النباتات، فإن الخطر يبدأ مع قدوم شهر فيفري وعلى الخصوص مع التيارات الساخنة إلا أن الوسائل الوقائية المجندة ستمنع الجراد من الصعود إلى المناطق الشمالية، فيما يبقى حجم الأضرار الذي يمكن أن يحدثه الجراد ضئيلا كون المساحات المعنية تقع خارج المناطق الفلاحية.