التقينا الدكتور رشيد حموش في جامعة بوزريعة وجمعنا به لقاء تحدثنا فيه حول فكرة الكتاب، التحديات التي تقف في وجه الشباب الجزائري، والأسرة الجزائرية وأشياء أخرى. المساء: بداية هنيئا للمكتبة الجزائرية بهذا المولود المكتنز، كيف كانت الفكرة وما هو الدافع؟ الدكتور حمدوش: هذا الكتاب هو خلاصة شهادة الدكتوراه وعمره يفوق عشر سنوات واسمه يدل عليه "مسألة الرباط الاجتماعي" وهي أول محاولة في هذا النوع من الدراسات في الجزائر، نحن نرى أن العلاقات الاجتماعية بكل جوانبها مسألة جد هامة في مجتمعنا، خصوصا أنه مجتمع حي وفيه ديناميكية، هذه الروابط الاجتماعية فرضت نفسها للدراسة، حيث حاولت أن أدرس الاستراتجيات العلائقية عند فئة الشباب في الجزائر المعاصرة. - لماذا فئة الشباب بالذات؟ *هذا سؤال جيد حيال مفهوم الشباب وفئة الشباب لأن مفهوم الشباب حاليا في الامتداد، فالأمم المتحدة راجعت تفيئة العمر فأصبح حتى صاحب ال35سنة شابا، هناك امتداد لسن الشباب، في السابق كان الشاب فور خروجه من الخدمة العسكرية في سن 20 سنة يستمع للكثير من التعليقات المتعلقة بالزواج وتكوين الأسرة على أساس أن الوقت قد حان، وعليه أن لا يتأخر، أما الآن تأخرت النظرة والمفاهيم أيضا، فالشاب الذي بلغ عمره 35 سنة ولم يتزوج بعد ينظر إليه بصفة عادية، حيث تأخر السن الاجتماعي للزواج. - تحدثت في الكتاب عن الفضائين التقليدي والحديث الذي يتأرجح بينهما الشاب، هل من توضيح؟ * مسألة الروابط الاجتماعية التي تطرقت إليها كانت للتعريف بالاستراتيجيات التي يستعملها الشاب في حياته في وسطه الأسري، الشارع، المؤسسات، وواحدة من النقاط التي تطرقت إليها في هذا الكتاب المتواضع، هو إحدى الاستراتجيات التي يلجأ إليها الشاب الجزائري لبناء علاقاته وجدنا أنه يتأرجح بين الفضائين التقليدي، والحديث، حتى يبني علاقاته داخل الأسرة أو خارجها، فهناك مواضيع حتى يعطيها الشرعية الاجتماعية عليه القيام بزيارة للفضاء التقليدي ثم للفضاء المعاصر ثم يعطيها صبغة من الحداثة أي أنه تقليد في لباس حداثي. - إذاً هل يمكن القول دكتور إن الشباب الجزائري المعاصر محروم من حرية اختيار القرار؟ * لا... لا يمكن القول إنه حرمان لكنه نوع من الضغط الاجتماعي، والمتمثل في القيم والمعايير التي يسير بها المجتمع، وفي بعض الأحيان يقع البعض في هذا الخطأ وهو وجود تناقض أو ازدواجية في التصرفات، وفي الواقع لا يوجد لا تناقض ولا ازدواجية، ببساطة هناك ما يسمى بالبينية أي بين السلوك التقليدي والسلوك الحديث. - ما المقصود بالامتدادية والقطيعة؟ * أي امتدادية بالنسبة للماضي أو قطيعة مع الماضي، وفي الواقع لاتوجد لا امتدادية مطلقة ولا قطيعة مطلقة. - الحالة التي يعيشها الشاب أو البينية هل هي حالة صحية اجتماعية أم مرضية؟ * يمكن اعتبار الحالة صحية لأن هناك دينامكية، خصوصا أنني أتحدث عن البناء الهوياتي لشباب 2010 كيف يقدم نفسه لغيره في ظل اللجوء إلى هذه الإستراتجيات، هناك من يقول إن الشباب تمرد على بعض القيم، لكن هناك ما يسمى بالارتخاء في القيم والمعايير، ليست هناك قطيعة، لكن القيم التقليدية يلبسها للواقع بلباس آخر، حيث أقول في آخر الكتاب إنه نمط في طور البناء لازالت ملامحه لم تكتمل بعد، وهو نمط يظهر بأنه حديث إلا أنه تقليدي. وأردت أن أشير إلى أننا وضعنا الأسس الأولى لبناء لبنة وهي لا تخلو من الانتقادات لكننا حاولنا وضع حجر الأساس ليكمله باحثون آخرون. - ما هو العمل القادم الذي تحضر له؟ * أفكر في التنشئة الاجتماعية لما لها من أثر، علما أنني محب كبير للأسرة ومواضيعها، ولدي كتابات ومقالات عديدة في هذا المجال. - في نظركم ما هي التحديات التي تقف في وجه المجتمع الجزائري؟ * هي تحديات كبيرة لكن لدينا الكفاءات التي يجب إعطاءها الثقة والوسائل لتفجير طاقاتها ومن بين التحديات التنمية بكل مجالاتها خاصة في الميدان التربوي والتعليمي والبحث لأنه العمود الفقري والعمود هو الباحث والأستاذ المكون، الذي بجب إعطاؤه الإمكانيات وأتمنى أن تنتبه السلطات لهذا الشيء فإذا أردنا تنمية مستدامة يجب إعطاء الثقة للأستاذ والباحث وخصوصا الأستاذ الجامعي.