نزل خبر تعرض المنتخب الوطني إلى اعتداء بالقاهرة كالصاعقة على الشارع الجزائري الذي لم يصدق الخبر في أول وهلة لكن سرعان ما أتاه اليقين من أن "الخضر" كانوا فعلا ضحية تصرف مشين تناقلته بعض الفضائيات التي بينت بالصورة والكلمة تهور وهمجية المناصرين المصريين المتعصبين الذين نصبوا "فخا" للحافلة التي كانت تقل اللاعبين الجزائريين من المطار نحو الفندق بعد ساعة من وصول زملاء القائد يزيد منصوري الى العاصمة المصرية قادمين إليها من ايطاليا. الحادثة الخطيرة كانت يوم أمس على أفواه المواطنين الذين بدت على ملامحهم علامات الغضب والحسرة واعتبروا أن ما وقع للتشكيلة الوطنية تصرف خطير ينمّ عن وجود نية مبيتة لدى المناصرين المصريين للنيل من عزيمة "الخضر" والتأثير على معنوياتهم حتى لا يقاوموا في المباراة. رشيد تفوح، احد المناصرين الذين كانوا حاضرين في مباراة الذهاب بين المنتخبين بالبليدة علق قائلا: "عندما سمعت الخبر ، ظننت في البداية وقوع مواجهة بين أنصار المنتخبين واعتبرت ذلك شيئا عاديا بسبب التوتر الحاصل قبل اللقاء لكني اندهشت من صحة الخبر لأنني لم أكن أتخيل لجوء المناصرين المصريين الى حد الاعتداء على اللاعبين الجزائريين. لقد كنت شاهدا على الروح الرياضية العالية التي جرى فيها لقاء الذهاب بل إن اللاعبين المصريين لم يشكوا من تعرضهم لاعتداءات من لاعبي الخضر ولا من المشجعين، لكن حادثة الحافلة أكدت أن المصريين يحبون الزعامة في كل شيء وحتى في الرياضة وأظن ان هذا التصرف ناتج عن شعورهم بعدم قدرة فريقهم على التأهل إلى المونديال وكانت آخر محاولة لهم هي التأثير على قوة تشكيلة سعدان من خلال القيام بالاعتداء عليها." معمور علي ، موظف في إحدى الشركات الوطنية قال انه شاهد مباريات دولية كثيرة في الخارج ولم يحدث فيها هذا النوع من الاعتداءات، مؤكدا أن ما تعرض له الفريق الجزائري يوم الخميس كان بسبب تسيب عمدي من مصالح الامن التي كانت مكلفة بسلامة المنتخب الجزائري. مواطن آخر في سن متقدم قال من جهته إن الجزائريين برهنوا في المباريات الثلاثة ضد زامبيا، مصر وروندا التي جرت بالبليدة انهم يتحلون بالروح الرياضية ولا يكنون أي عداء للمصريين الذين انتقد بشدة اعتداءهم على الفريق الجزائري في القاهرة، مؤكدا أن هذا التصرف غير حضاري يقلل من شأن المواطن المصري لدى الجزائريين. عشاق الخضر الذين ارتدوا العلم الوطني وزينوا الجدران والمباني والأزقة والبيوت بألوان الراية الوطنية، عاشوا ساعات طويلة على الأعصاب، حيث كانت وسائل الإعلام الوطنية والعربية العزاء الوحيد لمعرفة الجديد عن الأحبة بأرض الفراعنة.
تمنّيت أن أكون طيرا حبيب 30 سنة من عين النعجة خلال حديثه إلينا كان يعض أظافره ويضرب الكف بالكف قائلا "ليتني كنت طيرا لأجول هناك وأتأكد أن الأفناك بخير قلبي يتمزق حزنا من هذه الضربة القذرة كلنا يعرف أن الفريق المصري يخشى الخضر لكن لم نتوقع أبدا أن تغيب الروح الرياضية ويسيطر الحقد.. رغم أن كرة القدم مبنية على الروح الرياضية". أما السيدة فوزية أم لطفلين كانا يرتديان زيا رياضيا يحمل الراية الوطنية نددت بشدة الهجوم الذي تعرضت له الحافلة قائلة "حرام.. حرام... حرام، كيف يسيل دم أبنائنا في أرض الأشقاء،، عندما لعبوا على أرضنا أكرمناهم واحترم المناصرون الجزائريون الأشقاء في الوقت الذي يضرب فيه أبناؤنا؟!!!". وفي قلب بلدية براقي التي تزينت بمختلف أشكال وأحجام العلم الوطني في الأزقة ومداخل البيوت وطلاء ألوان الوطن، تحدث لنا شيخ بأسف كبير قائلا "هذا عيب كبير، ودليل على الضعف والخوف والضربات التي أصابت الحافلة دليل على الرغبة في انحراف الحافلة إلا أن الله رحيم وقد حفظ أبناءنا،، والله عيب".
دعاء بالنصر في خطبة الجمعة ودعا خطيب الجمعة في النقل المباشر للتلفزيون الجزائري إلى نبذ العنف مشيرا الى أنه سنّة سيئة سنتها الملاعب العربية ووجه رسالة للمناصرين الجزائريين المتواجدين بالقاهرة أن يكونوا رسلا حاملين لمبادئنا وأخلاقنا، وذكر الإخوة الأشقاء بضرورة القيام بواجب الضيافة الذي أوصى به الإسلام، وختم الخطبة بالدعاء للفريق الوطني بالفوز والانتصار خصوصا أنه كان رفيقا ولم يرد بالإساءة"!