تتواصل إلى غاية هذا الخميس بالمكتبة المركزية بالمسيلة فعاليات الطبعة الأولى للصالون المغاربي للفن التشكيلي الذي يتميز بالمزج بين الفن التجريدي والمنمنمات وغيرها، بمشاركة تونس وعدة فنانين من مختلف مناطق الوطن. يهدف الصالون إلى ترقية الذوق والحس الفنيين والاحتكاك ما بين الفنانين المحليين ونظرائهم من الوطن ومن تونس، إلى جانب إلقاء مداخلات حول الفن التشكيلي وتنظيم زيارة لفائدة المشتركين إلى كل من متحف دينيه ببوسعادة وقلعة بني حماد بالمعاضيد وكذا مجسم الرسام خدة بوسط حديقة المسيلة المخلد للثورة والمنجز مطلع الثمانينيات. وتضمن المعرض المقام بالمناسبة نماذج للفن المجسم التي عرضها الفنان التلمساني طالبي مولاي عبد الحميد ممثلة في مجسم يحمل عنوان الاستعمار مكون من رأس خشبي منحوت بشكل مشوه إراديا يسعى من خلاله الفنان إلى إبراز بشاعة الاستعمار. ويلجأ السيد مولاي في إنجاز مجسماته إلى استعمال بقايا الحديد التي يستغني عنها الناس لتصبح مجسما فنيا يمثل أحيانا "النعرة" الفنية والموسيقية التي يكتسبها الفنانون أوطيرا بهي الشكل رغم أنه من بقايا أشباء حديدية. ويسعى هذا الفنان بذلك إلى توجيه رسالة مفادها تنقية المحيط واستغلال كل ما يرمى تطبيقا لشعار مقولة "لاشيء يرمى الكل يسترد". ومن جهته، يشير الفنان المسيلي محمد تروني المعروف بأسلوبه الواقعي إلى أنه فضل العودة إلى الأصالة ليجسد صورة حية عن جمال المرأة الحضنية وهي ترتدي حايك المرمة المصاحب لها في الأفراح والأقراح. أما المشارك حشايشي من برهوم بالمسيلة فيعرض ثلاث لوحات تتناول موضوع المنمنمات على الزجاج الذي يعد -حسبه- من أصعب أنواع الفنون التشكيلية، حيث يضطر الفنان في تعامله مع قطعة الزجاج إلى رسم الأشياء مقلوبة بل ويرغم على النجاح فيها، لأن أي خلل قد يؤدي إلى تشوه اللوحة الزجاجية، كما عرض فنانون تونسيون من جهتهم لوحات تجريدية.