كثّف الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز من اتصالاته على أكثر من صعيد من اجل لفت انتباه كل العالم للتدهور الخطير الذي سجلته وضعية حقوق الإنسان في المدن الصحراوية المحتلة وما تعانيه المناضلة اميناتو حيدر المضربة عن الطعام في احد المطارات الاسبانية.وفي سياق مراسلاته إلى مختلف الهيئات الدولية والإقليمية، دعا الأمين العام لجبهة البوليزاريو رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينغ إلى تحمل مسؤولياته تجاه الدفاع عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وأطلع الرئيس الصحراوي المسؤول الإفريقي على تفاصيل الانتهاكات التي تعرضت لها الناشطة الحقوقية أميناتو حيدر مطالبا الاتحاد الإفريقي بالتدخل للضغط على المغرب من اجل تمكينها من العودة إلى وطنها المحتل بما يتفق والقانون الدولي دون قيد أو شرط. واعتبر الرئيس محمد عبد العزيز أنه وبحكم كون الجمهورية الصحراوية عضوا مؤسسا للاتحاد الإفريقي فإن هذه المنظمة ملزمة الآن أكثر من أي وقت مضى بالدفاع بشكل أقوى عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وفق ما هو منصوص عليه بقرارات الأممالمتحدة والقانون الدولي. ولم يتأخر جون بينغ في الرد على التماس الرئيس الصحراوي، حيث عبر عن "قلق الاتحاد الإفريقي بشأن وضعية حقوق الإنسان في المناطق المحتلة وطالب النظام المغربي بالسماح للمناضلة الصحراوية اميناتو حيدر بالعودة إلى وطنها" . وأكد بيان الهيئة الإفريقية "أن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي يواصل رصد التطورات الأخيرة في الصحراء الغربية عن كثب وخاصة ما يتعلق منها بانتهاكات حقوق الإنسان اميناتو حيدر". كما أدانت حكومة جنوب إفريقيا الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية وعبرت عن امتعاضها من تصريحات ملك المغرب الاخيرة وأعربت عن أسفها على وضعه الخيار أمام الصحراويين بأن "يكونوا مغاربة أو غير مغاربة وطنيين أو خونة" واعتبرت الأمر "يتعارض مع مبادئ تقرير المصير وتصفية الاستعمار كما هي واردة في قرارات الأممالمتحدة بخصوص الصحراء الغربية واعتبرت حكومة جنوب إفريقيا أن "هذا التطور السلبي يفسد وبشكل كبير التقدم الهام الذي تم تحقيقه من طرف المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي للصحراء الغربية السفير كريستوفر روس. كما دعت الجمعية الفرنسية لأصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية حكومة بلدها إلى التحلي بالمزيد من الصرامة، وأن تعمل من أجل الضغط على السلطات المغربية، بغرض تحمل مسؤوليتها إزاء القضية الصحراوية. وطالبت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وحكومته، أن يعملا باتجاه إخراج القضية الصحراوية مما سموه بالطريق المسدود، مشيرين إلى أن عدم إبداء الصرامة في التعاطي مع هذا النزاع الدائر في منطقة المغرب العربي، بين المملكة المغربية وجبهة البوليزاريو كما وصفت ذات الجمعية الحلول المقترحة من طرف المغرب "بالأوهام الوطنية"، التي "تضر بالشعبين المغربي والصحراوي.ط ومن جهته؛ وصف صاحب جائزة نوبل للآداب البرتغالي جوزي ساماراغو ب "بشاعة لا تعقل" رد فعل الحكومة المغربية بشأن وضعية المناضلة الصحراوية لحقوق الإنسان أميناتو حيدر المضربة عن الطعام للمطالبة بعودتها إلى العيون، حيث تم طردها بصفة غير قانونية في اتجاه جزيرة لانزاروتي من قبل المغرب.