واصلت جبهة البوليزاريو تحركاتها عبر مختلف الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان في العالم من أجل دفعها لممارسة ضغوط اكثر فعالية على المغرب الماضي في تعنته وتعسفه لحمله على وقف حملاته القمعية ضد الصحراويين سواء في المدن المحتلة أو في مختلف أنحاء المملكة. وفي هذا السياق؛ وجه مجلس وزراء الجمهورية العربية الصحراوية أول أمس "نداء عاجلا" إلى كل المنظمات والهيئات الدولية للتدخل وممارسة ضغوط على الحكومة المغربية قصد حملها على وضع حد "لحملتها التعسفية". ودعا مجلس الوزراء الصحراوي في بيان صدر في ختام اجتماعه إلى إطلاق سراح النشطاء الحقوقيين السبعة المعتقلين "ظلما وعدوانا" وكل المعتقلين السياسيين الصحراويين في كافة المعتقلات المغربية. وأعرب المجلس الذي ترأسه الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز عن "إدانته الشديدة" للتصعيد الخطير في خروقات حقوق الإنسان الذي تشهده المناطق المحتلة من الصحراء الغربية وجنوب المغرب. كما جدد بالمناسبة "مطالبته الملحة للأمم المتحدة بحماية حقوق الصحراويين من خلال إيجاد آلية مناسبة لمراقبة والتقرير عن وضعية حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية" . كما أعرب عن "انشغاله العميق" إزاء تدهور الحالة الصحية للمناضلة أميناتو حيدر التي تواصل إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ أسبوعين في مطار لانزاروتي الاسباني مطالبة بحقها الطبيعي والشرعي في العودة إلى وطنها الأصلي الصحراء الغربية. وشجب المجلس "بشدة" "قرار النفي اللاشرعي واللاأخلاقي ضد الحقوقية الصحراوية، محملا السلطات المغربية "مسؤولية إعادتها سالمة ومعافاة إلى أبنائها وذويها في مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة. وناشد الحكومة الاسبانية "تحمل مسؤوليتها كاملة عن الحالة الصحية لأميناتو حيدر وضمان عودتها معززة إلى وطنها". وجاءت دعوة مجلس الوزراء الصحراوي في الوقت الذي رفضت فيه "غاندي الصحراوية" العرض الأخير الذي عرضته الحكومة الاسبانية بمنحها الجنسية الاسبانية. وقالت ايناس ميريندا محامية الحقوقية الصحراوية أن ذلك سيجعل منها "غريبة في وطنها". وأضافت المحامية في ختام اجتماع عقد في مطار جزيرة لانزاروتي مع اغوستين سانتوس مدير مكتب وزير الخارجية الاسبانية ميغال انخيل موراتينوس أن اميناتو حيدر أعربت عن رغبتها في أن تعبر للحكومة الاسبانية عن "خيبة أملها الكبيرة وحزنها العميق حيال العرض غير المقبول بمنحها الجنسية الاسبانية، لأن ذلك لن يؤدي إلى إيجاد حل للوضع الذي تسببت فيه الحكومة الاسبانية". واعتبرت أن الحكومة الاسبانية ستكون مسؤولة إذا ما نجم عن الوضع "عواقب مأساوية" لأن "اسبانيا هي التي منعت اميناتو حيدر من العودة إلى بلادها ولقاء أطفالها". وكان وزير الخارجية الاسباني ميغال انخيل موراتنوس عرض على حيدر الجنسية الاسبانية خلال اتصال هاتفي أجراه معها يوم السبت الأخير، هو الأول من نوعه منذ إقدام السلطات المغربية على ترحيلها قسرا إلى جزر الكناري بإسبانيا. وسبق للحكومة الاسبانية التي اتهمتها حيدر بالتواطؤ مع المغرب أن عرضت منح اللجوء السياسي للحقوقية الصحراوية لكنها رفضت العرض ودخلت في إضراب مفتوح عن الطعام مصرة على عودتها إلى بلدها الأصلي. وتواصل حيدر إضرابها منذ أكثر من أسبوعين مما انعكس على حالتها الصحية التي تدهورت جراء توقفها عن اخذ العلاج لعدد من الأمراض المزمنة التي تعاني منها. وقد التف حولها العديد من الشخصيات السياسية الاسبانية وممثلي المجتمع المدني، كما خلقت قضيتها تضامنا كبيرا من مختلف المنظمات والهيئات المعنية بحقوق الإنسان مما ساهم في توسع حملة التضامن مع حيدر. وفي سياق هذه الحملة دعت أكاديمية المجتمع المدني الجزائري كافة فعاليات المجتمع المدني في العالم وفي إسبانيا بوجه خاص المناهضة لكل أشكال الاستعمار وانتهاك حقوق الإنسان لتكثيف أشكال المساندة والدعم للمناضلة اميناتو حيدر ودفع السلطات الاسبانية للسماح لها بالعودة إلى وطنها المحتل. وأعلنت الأكاديمية، في بيان لها أمس، عن شروعها في حملة دولية عبر مكاتبها في أوربا وأمريكا لتحسيس الرأي العام الدولي ومنظمات المجتمع المدني العالمية بخطورة السكوت على هذه القضية لأنها تمس الضمير الإنساني في العمق وتهدد القيم والمبادئ التي نادى بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتبنتها كل المواثيق والمعاهدات والاتفاقات الدولية. وأشارت الأكاديمية إلى أنها ستعمل على لفت أنظار المنابر الإقليمية والدولية والرأي العام العالمي إلى معاناة الشعب الصحراوي في ظل الاحتلال المغربي الذي مازال يرفض الاعتراف بحق هذا الشعب في الاستقلال والسيادة.