كشفت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عن وصول ثاني حصة للقاح فيروس أنفلونزا الخنازير "ا/اش1 ان1" مع نهاية الأسبوع الماضي تقدر ب 236 ألف جرعة مما يرفع كمية اللقاح التي تم استلامها لغاية اليوم إلى 576 ألف جرعة. وحسب نفس المصدر فان عددا كبير من المواطنين سبق لهم وأن أصيبوا بالفيروس دون الإعلان عنهم وقد شفوا تماما بعد إتباعهم العلاج بصفة عادية دون اللجوء إلى المستشفيات المرجعية. كما كشف ذات المصدر أن عملية التلقيح التي سطرت لها أولويات ستنطلق مع نهاية الأسبوع الجاري بعد الانتهاء من عملية المراقبة المخبرية التي خضعت لها كمية اللقاح المتوفرة لحد الآن والتي يوجد جزء منها على مستوى معهد باستور الجزائر والجزء المتبقي على مستوى مطار هواري بومدين الدولي. في حين تقرر وبصفة رسمية تلقيح النساء الحوامل في مرحلة أولى، حيث منحت لهن الأولوية ليتم توسيع العملية لتشمل جميع الأسلاك الطبية وشبه الطبية ثم أسلاك الأجهزة النظامية والمرضى والأطفال وتلاميذ المدارس. وفي هذا السياق طمأن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد سعيد بركات أن جهود الدولة للتكفل بالمصابين وبتوفير كل الوسائل الوقائية من تلقيح وكمامات ومواد مطهرة وغيرها والتي كلفت لحد الآن 13 مليار دينار تم جلبها من صندوق الطوارئ التابع لوزارة الصحة، وأكد بركات أن رئيس الجمهورية والوزير الأول يحرصان على أن لا ينفق المواطن أي دينار من جيبه. كما أوضحت وزارة الصحة انه لم يتم تسجيل أية حالة إصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير في صفوف الحجيج العائدين من البقاع المقدسة إلى غاية اليوم وأن البعثة الطبية المتكونة من 140 ممارسا طبيا قامت بدورها على أكمل وجه، حيث قامت بعلاج ال4 آلاف حاج أصيبوا بوعكات صحية وهم في البقاع المقدسة. تخصيص عيادة التوليد "نعيمة" ببلوزداد لاستقبال الحوامل المصابات بالفيروس وبخصوص المرأة الحامل التي أجمع المختصون بأنها أول من يجب تلقيحها ضد فيروس انفلونزا الخنازير، تؤكد الدكتورة بليدة علواش مختصة في طب النساء والتوليد بالمستشفى المركزي للجيش بالجزائر العاصمة أنها الأكثر عرضة للإصابة بفيروس "أ/أش1أن1 " نتيجة الحمل ونقص المناعة اللذين يجعلانها معرضة للإصابة، مضيفة أن تعرض المرأة الحامل إلى الإصابة بأنفلونزا الخنازير يمثل خطرين اثنين على صحة المرأة. الخطر الأول يظهر في إصابتها باختلالات تنفسية حادة، في حين يتمثل الخطر الثاني في وفاتها مع جنينها. ولحماية الحوامل من خطر الإصابة بالفيروس ركزت الدكتورة علواش على ضرورة احترام قواعد النظافة التي أوصت بها المنظمة العالمية للصحة. ونصحت المتحدثة في حال شعور الحامل بالأعراض المتمثلة في السعال القوي والآلام الحادة بالمفاصل والارتفاع الكبير في درجة الحرارة عليها التعجيل في زيارة اقرب طبيب للتأكد من عدم إصابتها بفيروس "أ/أش1أن1" وفي حالة إثبات الإصابة يجب إخضاعها للعلاج المضاد لهذا الفيروس والمتمثل في دواء "طاميفلو". وجددت المختصة تأكيدها على الحاجة الملحة لوضع المرأة الحامل في مقدمة الأشخاص الذين يجب تلقيحهم لحمايتها وجنينها من خطر الإصابة وأكدت أنه يمكن مواجهة خطر الإصابة بأنفلونزا الخنازير دون إحداث حالة ذعر أوقلق وسط المجتمع، لأن الدولة وضعت الوسائل لذلك ودعت إلى تنظيم حملات تحسيسية لفائدة الحوامل خارج الأيام العلمية ليس حول أنفلونزا الخنازير فحسب، ولكن الأمراض الأخرى التي تصيب المرأة الحامل وجنينها. للإشارة فإن عيادة "نعيمة" الخاصة بالتوليد المتواجدة بحي بلوزداد بالعاصمة خصصت بكاملها للنساء الحوامل المصابات بفيروس أنفلونزا الخنازير، حيث تم تجهيزها بكل الوسائل الحديثة لضمان التكفل الأحسن بهؤلاء النساء.