فتحت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران ملف الحيازة والمتاجرة بالمخدرات من طرف جماعات اجرامية منظمة، واستيراد المخدرات المتعلق بالعصابة التي كانت تجلب المخدرات من المغرب عبر الحدود لترويجها بعد ذلك بباقي ولايات الوطن. حيث قضت بالمؤبد ضد المتهم الموجود في حالة فرار المدعو (ن.م) فيما قضت ب 20 سنة سجنا نافذا ضد كل من المتهمين (ش.أ)، (ح.ا)، (ع.ع)، كما قضت بسنة حبسا نافذا ضد (ع.ا) وبرأت ساحة المدعو (ط.م) من القضية التي تعود أحداثها الى تاريخ 9 جوان 2008، عندما تمكن رجال الدرك الوطني من توقيف سيارة من نوع 406 رمادية اللون بمنطقة باب العسة بعدما حاول اصحابها الفرار، ليتم توقيف كل من (ش.ا)، (ح.ا)، وحجز اكثر من 47 كيلوغراممن المخدرات وصفيحتين أخريين من المخدرات كانت مخبأة بإحكام داخل الدلاء ذات سعة 30 لترا والتي كانت مخبأة هي الأخرى تحت الكراسي الخلفية بالسيارة، حيث اعترف المتهمان بالأفعال المنسوبة إليهما وصرحا بأنهما اثناء الوقائع كانا متوجهين نحو منطقة مغنية من اجل تسليم المخدرات الى المتهم (ع.ع) الذي كان ينتظرهما على متن سيارة من نوع 406 خضراء اللون كما أدلى المدعو »ش.ا« بأسماء العناصر الاخرى من بينهم المتهم الموجود في حالة فرار، بعد ذلك تم نصب كمين من طرف رجال الدرك الوطني وتم توقيف المتهم (ع.ع) بمنطقة مغنية حيث انكر الافعال المنسوبة إليه وصرح بأنهما قد ورطاه عمدا بهذه القضية لأنه يعمل لدى المخابرات الامنية لبلدية الغزوات وهما يكنان له الحقد والكراهية بسبب ذلك، وانه هو من اعلم مصالح الدرك الوطني بهذه القضية. أما (ط.م) الذي تبين بأن السيارة التي كانت تنتظر استلام البضاعة بمغنية هي ملكه، فأنكر الافعال المنسوبة إليه وصرح بأنهم سرقوها منه من اجل تنظيم هذه العملية واما (ع.ا) الذي يعمل كبناء بمنطقة باب العسة التي تبعد ببضعة امتار عن الحدود المغربية فقد انكر الفعال المنسوبة إليه جملة وتفصيلا وأكد بأنه لا يعرف احدا من المتهمين. التحقيق في هذه القضية كان بادئ الأمر بمحكمة مغنية وبعدها تم ارسال مستندات القضية الى القطب الجزائي المتخصص بوهران خلال شهر اكتوبر 2008 لمواصلة التحري مع المتهمين، ليتم احالتهم امام محكمة الجنايات، اين مثلوا امس ناكرين الافعال المنسوبة إيهم جملة وتفصيلا، باستثناء صاحب السيارة التي وجدت بها البضاعة وهو المتهم »ح.أ« الذي اقر بالأفعال وواجه كلا من المتهم »ش.ا« الذي ذكر بأنه لم يكن يعلم بأن هذا الاخير يحمل المخدرات بسيارته عندما كان راكبا معه، والبناء »ع.ا« الذي قال عنه بأنه سبق وان تعامل معه بقضية اخرى تتعلق بترويج 50 كلغ من المخدرات فيما اصر »ط.م« على تأكيد براءته من هذه القضية، موضحا بالأدلة بأن سيارته قد خطط لها مسبقا من اجل سرقتها ومن تم تنفيذ العملية، في حين شدد »ع.ع« الذي ادعى بأنه يعمل لدى المخابرات الأمنية من دون تقديم اثباتات عن ذلك، على إنكاره للأفعال المنسوبة إليه، أما النيابة العامة فلم تقتنع بتصريحات المتهمين وراحت تلتمس المؤبد في حق كل واحد منهم، ومن جهتها هيئة الدفاع ركزت خلال المرافعة على مناقشة عنصر الجريمة المنظمة والتي اكدت بأن أركانه منعدمة بقضية الحال لأنه لم يظهر اي دور محدد للمتهمين في جلب، نقل أو توزيع المخدرات.